حروب التحالفات الجيو سياسيّة

آراء 2022/03/15
...

  سعدي السبع
 
لم تعد التحالفات بين الدول ترتكز على التوافقات السياسية والمواثيق والمعاهدات الثنائية التقليدية فقط، بل إن الخلافات والصراعات وتقاطع المصالح جعلت من تحالفات تنشأ وفق متغيرات جيو سياسية جديدة تحركها مطامع واهداف اقتصادية تتجاوز البعد الجغرافي والوجود الاقليمي لهذه الدولة أو تلك.
وتاريخيا شكلت التحالفات تحديد مواقف الدول وتوحيد خطابها الاعلامي والسياسي في التصدي ومواجهة التحديات والتهديدات، التي تتعرض له دولة ما تشترك بتحالف ستراتيجي مع دول اخرى، إلا ان ما يحصل من متغيرات في الخارطة السياسية الدولية وبروز احزاب وقوى جديدة خصوصا القومية والشعبوية منها، جعل أي تحالفات جديدة تبتعد عن مسارات حقيقة مسببات تكوينها، ومن تلك التحالفات والأحلاف تلك التي تتحول الى أدوات لتدمير دول وشعوب أخرى، بسبب عدم الخضوع ومواجهة سياسات عدائية تتبتغي فرض الهيمنة والتبعية العمياء من دون اعتبار للسيادة والقرار الوطني المستقل.
وكشفت الحرب في أوكرانيا اصطفاف الولايات المتحدة ودول حلف التانو في مواجهة روسيا وفرض العقوبات عليها، رغم أن أوكرانيا ليست عضوا في ذلك الحلف، وليس ثمة اتفاقات ومعاهدات سابقة وليس غير غايات تتعلق بموقعها الجغرافي ومواقع دول اخرى ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
وعند ذلك تكون مثل تلك الأحلاف سببا بعدم الاستقرار والتوتر الدولي ومصدر تهديد وتخوف دول اخرى في ظل توافقات وتكتلات اقتصادية قد يبلغ بها الحال الى خيار الحل باستخدام الآلة العسكرية لتحقيق أهدافها، رغم أن الحرب أي حرب ستصيب دولا وشعوبا بمشكلات ومصاعب في المعيشة الحياتية وارتفاع الأسعار وتحمل المخاطر اليومية.
ووفق التبدلات والاتجاهات في السياسية الدولية تبعا لمصالح الدول، حيث إن العودة الى تحالفات الماضي لم تعد متاحة وممكنة برزت تحالفات جديدة تتشكل على أساس المنفعة الاقتصادية المتبادلة، بغياب سياسة الأقطاب التي كانت تقام على أسس فكرية ومواقف ثابتة وأخطر ما في تحالفات الحاضر هي من تظهر أثناء الحروب والأزمات الدولية.
ولا أحسب أن أحدا في العالم يسعى إلى إشعال الحرائق والحروب الا تجارها والمتحالفون معهم.