أهلاً بكم في أرض الميعاد

آراء 2022/03/16
...

  محمد شريف أبو ميسم
 
بالتزامن مع وصول أول دفعة من يهود أوكرانيا إلى دولة الكيان الإسرائيلي، أعلنت دول عربية مطبّعة مع الكيان فتح باب الدخول للأوكرانيين دون تأشيرة دخول.
وهذا التزامن يعيد إلى الأذهان ما قيل بشأن نية استدراج يهود بعض الدول إلى أرض اسرائيل الكبرى الممتدة (من الماء إلى الماء) في اطار صفقة القرن، التي أعلن عنها في مطلع العام 2020 بحضور ممثلين عن الدول العربية المطبعة، وبعض عرب دولة الاحتلال والضفة الغربية، تحت اغراءات المال والازدهار الاقتصادي في المدن والأراضي الممتدة من النيل باتجاه مياه الفرات، مقابل التوقيع على الفكرة القابلة للتطبيق في سياق ما سمي بالاتحاد الإبراهيمي تحت مظلة شركات العولمة 
الأمنية. 
ويبدو أن خبر انشغال حكومة دولة الاحتلال بيهود أوكرانيا، لم يكن ناجما عن استغلال الحرب في سياقات المشروع الصهيو أميركي وحسب، وإنما الخشية من أن تقوم روسيا بخطوة ستراتيجية مباغتة باتجاه استدراج يهود أوكرانيا نحو مدينة بيروبيجان اليهودية في روسيا، لقطع الطريق على الولايات المتحدة، التي توظف المتاجرة بيهود العالم في إطار مشروعها الشرق أوسطي، بعد أن فرضت روسيا نفسها بالقوة على هذا المشروع من خلال تواجدها العسكري في سوريا، خشية أن تكون هذه المنطقة ملكا صرفا للصهاينة والأميركان.
وبيروبيجان هي أول أرض تجمّع فيها اليهود من جميع أنحاء العالم عـام 1928، أي قبل إعلان قيام دولة الاحتلال بـحوالي 20 عاما، بعد أن قرر الزعيم الروسي ستالين في عشرينات القرن الماضي منحهم وطنا يتمتع بالحكم الذاتي في أقصى الشرق الروسي. 
الأمر الذي لم ينسجم والمشروع الصهيوني الذي يوظف قدسية العودة إلى أرض الميعاد، بدعم من الأسر اليهودية، التي تسيطر على شركات 
العولمة.
وفي مقدمتها أسرة "روتشيلد اليهودية المتطرفة"، التي تحتكم على نصف ثروة كوكب الأرض بما يتماهى مع المشروع الأميركي في منطقة يمكن أن تتحكم بأربعين بالمئة من حركة التجارة العالمية ونحو 60 بالمئة من مصادر الطاقة ويكون لها الكلمة الفصل في حرب الغاز مع روسيا، عبر التحكم بمصادر الغاز القطري وقطع الطريق على الغاز الروسي والغاز الايراني، من خلال شبكات الأنابيب المارة باتجاه الغرب، واستغلال أسواق المنطقة في إطار يكون المالك النهائي للأرض فيه هم رعاة البقر وذوو القلنسوة "الكيباه" بدعوى حق المستثمر الأجنبي شراء الأرض وتملكها في سياقات النظام الليبرالي الداعية إلى الحرية والملكية المطلقة  في أصول الدولة تحت مظلة العولمة، فكان السعي باتجاه توطين يهود شرق أوروبا في أرض الميعاد بوصفها نتيجة طبيعية لحرب كان العرب فيها فرحين لارتفاع أسعار النفط.