ديمقراطيَّة ناشئة في زمن مضطرب

آراء 2022/03/18
...

 كاظم الحسن 
 
قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت ثورات في أوروبا الشرقية، أطلق عليها ربيع أوروبا الشرقية، وبعدها حدث تفكك الاتحاد السوفيتي واستقلت الدول التي كانت في كنفه وتقدر بنحو 15 جمهورية، وكان من المنتظر أن تنضم روسيا إلى قطار الليبرالية، إلا أن إرث الاستبداد، كان أكبر من هذه الديمقراطية الناشئة، مع وجود زعيم شعبوي هو بوتين والشيء نفسه في تركيا، توسع صلاحيات اردوغان، الذي يحمل إرث الامبراطورية العثمانية،على حساب الديمقراطية.
حتى ما سمي بالربيع العربي لم يستمر نسيمه، سرعان ما انطفأت جذوته وعاد إرث استبداد العسكر في مصر او السودان، اما سوريا فقد اشتعلت فيها، حرب اهلية وصراعات ليومنا هذا، والشيء نفسه في ليبيا، اما تونس فقد حل رئيس تونس قيس سعيد البرلمان وعطل
 الدستور. العيب ليس في الديمقراطية بل في من يحاول اعادة عقارب الساعة إلى الوراء، واذا أخذنا تجربة العراق كمثال نرى الشد والجذب بين الأطراف الفائزة والخاسرة، على أشده بعد الانتخابات الاخيرة، ولذا ليس أمام الأحزاب والقوى السياسية في العراق، إلا أن تختار  طريقها في حفظ السلام والاستقرار والأمن في البلد، بعيدا عن العنف والقمع وأن تكون مصلحتها مع العراق أولا، في تعاملها السياسي مع الأحداث والوقائع.. وأن يكون النظر إلى السلطة والمناصب من خلال تداولها وعدم الاستئثار بها، على أنها غنيمة، كما كان ينظر لها أيام نظام البعث الفاشي، إن في التعددية محاسن ومساوئ،لأن عناصر التكامل الوطني لم تكتمل او تنضج بما فيه الكفاية، وقد تكون التعددية، هي توجهات نحو الطائفية او العرقية أو
 العشائرية.
وتلك الخيارات الضيقة، تمثل عرقلة وتهديدا للتنمية والتحديث والوحدة الوطنية، لذا ينظر إلى التجارب السياسية، بينما كان يسمى العالم الثالث وكما يقول هنتغتون: (إن كثيرا من هذه الدول بحاجة إلى حزب سلطوي أحادي كمرحلة أولى ضرورية في لحظة تكوين الأمة، وعلى الرغم من أن التجارب قد تسببت في تجزئة الأمم وإيقاف عجلة التطور والتنمية في تلك الشعوب. وربما هذا الكاتب، يستقي أفكاره من نظرية عالم الاجتماع ماكس فيبر، التي يعتبر فيها ظهور الشخصية الكارزمية، ضرورة لتنظيم الحياة السياسية، من خلال الجاذبية الكارزمية إلى الحزب والتحول إلى السلطة العقلانية او القانونية، القائمة على المؤسسات وهي نظرية أعطت الشرعية، لكثير من طغاة العالم. لأننا كيف نضمن انتقال السلطة من طاغية مستبد إلى الديمقراطية وحكم القانون بشكل سلمي، لا سيما في مجتمعات تقاليدها وتراثها السياسي قائم على الاستبداد 
والعنف.