بغداد: غيداء البياتي 

 

«عرض التجارب والرحلات مع توثيقها بالصور والفيديوهات يعد من أفضل الطرق لجذب العراقيين وغيرهم من السياح لزيارة المناطق السياحية والأثرية والمعالم التاريخية داخل العراق”، هذا ما قاله الشاب أحمد عودة  لـ “الصباح” وهو يسرد قصة تأسيس صفحة “وين” على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، ويضيف :”الصفحة التي تسلط الضوء على الكثير من المرافق السياحية والأثرية والدينية في البلد هي فكرة ولدت في العام 2016 عندما تابعت وبالصدفة تقريراً عن بحيرة ساوة وأجوائها الساحرة والتي تقع في محافظة المثنى، ما شدني لزيارتها، وأبهرتني طبيعتها وصورت بعض اللقطات وما أن نشرتها على صفحتي الخاصة في (الفيس بوك) حتى بدأت الأسئلة من قبل الزملاء عن هذا المكان».

في تلك الأثناء كان عودة يجيب على الأسئلة بلهفة وفرح لأن المرفق في بلده موضحاً: “تشجعت وبدأت أبحث عن أجمل المناطق السياحية بالانترنت، وأقرأ عن المعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية في العراق والتي للأسف لم يسلط عليها الضوء من قبل أي جهة أو شخص وأغلبها مهملة”.

 ففكر الشاب بإنشاء صفحة على (فيسبوك) ليعرف الناس بالأماكن التي تصلح للسياحة في العراق وعادات وتقاليد أهلها. 

وزار عودة مع فريقه المتكون من خمسة أشخاص أكثر من 600 موقع متنوع من الشمال إلى الجنوب والتقطوا الصور، وعملوا تقريراً مفصلاً عن كل مكان قاموا بزيارته ومن ثم نشروا الصور على صفحة “وين” التي تم تفعيلها في العام 2019. 

ومنذ ذلك الوقت والموقع مفتوح ونسبة المشاركة والمتفاعلين كبيرة جداً، كما قال “تمكنا بهذا العمل أن نحقق شيئاً بسيطاً للبلاد وللناس ونغير نمط السفرات المقتصرة على أماكن محددة”.

ويعد هذا الموقع – بحسب الشاب- وسيلة ضغط على الجهات المعنية لتهتم بتلك الأماكن الرائعة والعريقة والتي تعد من القطاعات الاقتصادية للبلد، لأنه بالإمكان أن تغني اقتصادنا عن النفط خاصة بعد الأزمة الأخيرة.

أما أبرز المشكلات التي كانت تواجه الفريق في الوصول إلى المناطق الجميلة في العراق فهي الافتقار للخدمات والبنى التحتية والطرق المعبدة، وانعدام وجود أماكن للراحة مثل المصطبات وانعدام وجود الحمامات بأغلب المناطق.

يقول عودة: أحياناً كنا نضطر لإلغاء رحلتنا الاستكشافية والتصويرية بسبب الموافقات الأمنية، قلعة ذرب التي تقع بناحية غماس في محافظة الديوانية هي من أجمل الأماكن التي زارها فريق “وين” كما قال حسام محمد، وهو أحد أعضاء الفريق، مضيفاً: هنالك الكثير من الأماكن الجميلة مثل قصر العاشق في سامراء، وبرج بورسيبا أو الزقورة في بابل، فضلاً عن الطبيعة الخلابة في بحيرة ساوة بمحافظة المثنى.

الفريق الاستكشافي ناشد وزارة السياحة والآثار والجهات المعنية بتوفير بنى تحتية وخدمات للأماكن السياحية في العراق، لا سيما الجنوبية منها لتسهيل وصول السائح للمواقع كافة.