{البنيان المرصوص} مشروعٌ خدميّ لجميع مكونات المجتمع العراقي

ريبورتاج 2022/03/29
...

  خضير العتابي
 كتب هذا المشروع بأقسامه وآلية عمله قبل ثلاثة أعوام من انطلاقه بأنامل السيد مقتدى الصدر، ليرى النور في الحادي والعشرين من شباط عام 2021، إذ إن مثل هذا المشروع الكبير لا بد أن تكون له أهداف كبيرة تليق به كمشروع منبثق من تعاليم أهل بيت رسول الله (عليهم السلام)، لذا كان مشروع البنيان المرصوص مشروعاً تثقيفياً مهتماً بالتكافل الاجتماعي، ليتحول بعد مدة إلى مشروع عام يشمل كل العراقيين.
وهذا ما أكده السيد فريد الفضلي، مسؤول بغداد الرصافة لمشروع "البنيان المرصوص" خلال حديثه لـ "الصباح"، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس من المشروع هو رضا الله ورسوله وأهل البيت (عليهم السلام)، ونصرة العراق تكون من خلال نصرة آل الصدر الكرام، وإن هداية المجتمع تكون من خلال نشر الوعي الصحيح والحفاظ على وحدة الصف وإشاعة روح المواطنة بين أبناء المجتمع العراقي لإنهاء الطائفية المقيتة والعرقية والعنصرية، وإن هذا المشروع هو لأجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التمزق وتفويت الفرصة على المتطفلين والمشككين والمرجفين والدخلاء الذين يريدون تشويه هذا الاسم والعنوان المبارك.
 
أهداف
مؤكداً والكلام لـ (الفضلي)، أن كل هذه الأهداف هي لحماية الزرع الذي أسس له السيد الشهيد الصدر بعدم التشتت والفرقة، وإن من أهم أهداف المشروع هو الاهتمام بالجيل الناشئ وتهذيب سلوكه وتطوير قدراته وطاقاته وإلزامهم بالحفاظ على الأنظمة والقوانين، ولحفظ النظام العام من أجل عدم جرهم وسقوطهم بيد دعاة الإلحاد والتطبيع والاحتلال، إن المشروع يهدف إلى عدم تهميش الأفراد الذين يتم تسجيلهم بهذا المشروع المبارك، مبيناً أن المشروع يقسم إلى أقسام عدة وهي : التكافل الاجتماعي، والقسم المهني الذي يتضمن دورات بـ (الحلاقة، والنجارة، والحدادة، والبناء، واختصاصات أخرى إبداعية)، إضافة إلى القسم الطبي، والتعيينات وايجاد فرص العمل، وفتية الصدر، وزيارة العتبات المقدسة، والقسم الزراعي، والمعاهد التطويرية، والقسم الرياضي، وإحياء المناسبات، والتثقيف والإعلام، والخدمي، والتعليمي. مشيراً إلى أبرز الحملات التي نفذها مشروع البنيان المرصوص من تنظيف وتأهيل المدارس الحكومية وتنظيف مجاري المياه عند اقتراب فصل الشتاء، وقضاء آلاف الحوائج للمساهمين في هذا المشروع وتضمنت هذه الحوائج ترميم منازل وعمليات جراحية وتوفير فرص عمل وحالات إنسانية كثيرة. 
 
مساهمات
كما أوضح الفضلي، مصدر تمويل هذا المشروع التكافلي الضخم قائلاً: "المصدر الوحيد الممول لهذا المشروع هو مساهمات المسجلين في المشروع في كل يوم وبالأخص في يوم الجمعة، إذ يفضل المصلون المساهمة في صندوق التكافل الاجتماعي بعد أن يكملوا صلاتهم المباركة لتتم لهم عبادتان أمام ربهم".
 
وحدة الصف
استشهد المساند الحوزوي الشيخ أحمد الطائي، لقاطع الزعفرانية، بقوله تعالى ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص))، موضحاً أن الشاهد في هذه الآية الكريمة هو "البنيان المرصوص" أي قد التصق بعضه ببعض صفاً واحداً، وهو مشروع دائم لوحدة الصف الصدري خط بأنامل السيد مقتدى الصدر، ويقسم لثلاثة أقسام رئيسة هي: "القسم الطبي، والمهني، والاجتماعي"، ومن ثم استحدثت أقسام بعد ذلك منها "الخدمي، والرياضي، والزيارات، والمعاهد، والزراعي"، وغير ذلك، وكل قسم يختص بعمله المنظم من قبل إدارة المشروع والذي يهتم بالفرد العراقي وبالخصوص الشباب الواعي المثقف، ففيه المسؤول ونائبه في المحافظة ومن ثم المساند الحوزوي والأكاديمي في المنطقة، ومن ثم الحليف بالمحلة والمؤازر في الزقاق وأخيراً الفرد المعاهد.
وتابع الشيخ حديثه، قائلا: إن المساند الحوزوي يكون  دوره متابعاً لتلك الأقسام المذكورة والتي استحدثت أيضاً سواء للأمور الإدارية أو الخدمية لذلك المشروع، ومن واجباته أيضاً إعطاء الدروس الفقهية والأخلاقية والعقائدية وبيان العقائد الصحيحة لدى المكلف.
 
بناء المجتمع
 من جانبه أكد المساند محمد الرديني، لقاطع الزعفرانية، أنه متابع أكاديمي للأقسام العلمية والدراسية والخدمية، إلى جانب بقية الأقسام التي تأخذ الطابع الأكاديمي في تهيئة جيل مثقف وواعٍ يسعى لبناء المجتمع بالشكل الصحيح، وذلك من خلال تفعيل دور الندوات والمحاضرات التعليمية إلى جانب المحاضرات الدينية، وهدفنا جميعاً هو رضا الله (عز وجل) وأهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، لنصرة المظلوم والفقير، ونسأل الله أن يوفقنا وجميع العاملين في هذا المشروع بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
 
دورات التقوية
بينما أشار الأستاذ رزاق، مدرس اللغة الإنكليزية، إلى أن من ضمن أقسام المشروع هو القسم التعليمي وإقامة الدورات والدروس المجانية لجميع المراحل، فكنت متفائلاً جداً بهكذا مشاريع، فسارعت بالتسجيل والتطوع مع فريق "البنيان المرصوص" في منطقة الزعفرانية، لأكون من أوائل المشاركين والمساهمين في تدريس الطلبة ومساعدتهم ورفع المستوى التعليمي لهم، مؤكداً إصرار فريق البنيان المرصوص على الالتزام بأمور الطلبة صحياً ومعنوياً من قبل الكوادر بمختلف تخصصاتهم، ومنها التعليمية التي تسهم في إخراج جيل قوي يسهم في بناء العراق.
 
القسم الخدمي
خالد الربيعي، المسؤول عن القسم الخدمي لمنطقة الزعفرانية، تحدث عن واحد من أهم المشاريع الخدمية لأحد المواطنين، قائلاً: نسعى من خلال مشروعنا الخدمي لدعم الأسر المحتاجة والتي تكون مشاركة ضمن "البنيان المرصوص"، ففي مشروع التكافل الاجتماعي للأسرة العراقية، قام فريق العمل بترميم منازل سكنية للأسر المتعففة، إضافة إلى تنظيف المدارس وتأهيلها وتصليح المقاعد المدرسية، وحملات تنظيف المناطق السكنية وصبغ الأرصفة، إلى جانب حملات خدمية أخرى تهدف لخدمة المواطن العراقي.
 
التكافل الاجتماعي
أحد المساهمين في المشروع المواطن (ج . ح) من منطقة الزعفرانية، بيّن أنه من المساهمين في مشروع التكافل الاجتماعي الذي دعا له السيد مقتدى الصدر، بالتسجيل والانتماء ضمن قاعدة بيانات المشروع المبارك، وأيضاً من الملتزمين بالحضور لصلاة الجمعة، وصاحب أسرة مكونة من خمس أخوات، ويتيم الأم والأب، ودائماً فرص العمل غير متوفرة لي، فكنت أكسب رزقي من الاشتغال في أعمال وأماكن متفرقة من أجل توفير لقمة العيش لي ولأخواتي، وبين فترة وأخرى كنت أسهم بمبلغ بسيط للمشروع المبارك وفي يوم من الأيام طرق باب المنزل أحد الإخوة الحلفاء، وقام بزيارتي ليتفقد أحوالي ويرسل تحيات المجلس الإداري للمشروع والمشرف على قاطع بغداد الرصافة والحوزوي وبقية الأخوة، وتساءل هل أنا بحاجة لقضاء حاجة لي ولأسرتي، فغمرت عيني الدموع من الفرح وشكرت الله سبحانه وتعالى ومن ثم القائمين على هذه النعمة المباركة، إذ وفروا لي عجلة "ستوتة" لتكون مشروعاً صغيراً وثابتاً لإعانة أسرتي، وأنا الآن أعمل يومياً من دون انقطاع، ومستمر بالمساهمة ولله الحمد.