كذبة نيسان

آراء 2022/03/29
...

  سها الشيخلي
 
اعتدنا منذ زمن ليس بالقصير أن نتندر بكذبة نيسان، كما تفعل أغلب الدول، فما هي كذبة نيسان، ولماذا في نيسان بالضبط يكذب الناس على بعضهم البعض، وهل يعني أنهم لم يكذبوا في بقية الأيام والشهور؟. 
اسئلة  قد لا نجد لها الجواب الشافي، لكن كذبة نيسان عادة ما توصف بأنها كذبة بيضاء ربما أوجدت للمزاح في الأول من شهر نيسان وهو شهر ربيعي جميل . 
بقيت كذبة نيسان كشكل من أشكال الدعابات، أما كيف بدات فهناك حكايات عديدة منها أن الشاعر الانكليزي جيفري تشوسر ألف مجموعة من الحكايات والقصص في القرن الرابع عشر الميلادي سماها حكايات كتنربري، وجمعها بتاريخ الاول من نيسان، لذلك تمَّ تخصيص يوم الاول من نيسان لتبادل النكات والاكاذيب عند أغلب الشعوب، وهناك حكاية لا تخلو من المزاح، حيث عرفت بمزحة القيصر الروسي بطرس الاول وقد قام هذا القيصر في عام 1719 باشعال النار في قبة مرتفعة بعد أن سكب عليها الزيت والشمع وطلب من جنده إشعالها، فظن الناس أن المدينة تحترق وفروا هاربين وكان الجند يذكرون الناس بأن اليوم هو الأول من 
نيسان. 
ويرى أغلب الباحثين أن (كذبة نيسان) هي تقليد اوربي قائم على المزاح، ويقوم اغلب الناس في الأول من نيسان على إطلاق الشائعات والاكاذيب ويطلق على من يصدق (ضحية كذبة نيسان). 
وفي مجتمعنا الذي تأثر بالتقاليد الأوروبية يمكن خداع البعض في كذبة بيضاء قد تزيل عنه بعض الهموم، منها على سبيل المثال اخبار صديقك الموظف بأن الحكومة سوف تعالج أزمة ارتفاع الأسعار بايجاد حل لهذه الأزمة، كما حدث في بداية تشكيل الحكومة في النظام الملكي واثناء الحرب العالمية الثانية بتخصيص (غلاء المعيشة)، لكل الموظفين في الدولة وصار هذا المبلغ جزءا من الراتب الكلي للموظف، حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد انهيار النظام الملكي، ولكن هل سيصدق صديقك هذه الكذب البيضاء، أم أنه سيجد أنها كذبة لا يمكن حتى 
اطلاقها. 
ومع كل ذلك تبقى هذه المزحة التي يمكن اطلاق تسمية (خفيفة الظل) عليها، كونها دعابة لا تخلو من طرفة، فكل نيسان والوطن بخير في ظل ابنائه الغيارى.