الموهوبون وضرورة احتضانهم

آراء 2022/03/29
...

   ماهر عبد جودة
المعية البعض وتميزهم عن غيرهم، سواء أكانوا رجالا أم نساء، يثير استياء الكثير من ضعاف النفوس، ويسعر لديهم نيران الحسد والحقد والكراهية، وعدم الارتياح التام، يصل حد إشاعة الاكاذيب عنهم، وتلفيق التهم الباطلة والحاقها بهم، في محاولة للتقليل من شأنهم، وتسقيطهم وتسفية دورهم وماهم عليه. 
 
وفي حياتنا نعثر على الكثير بمواهبهم الشخصية، فاقوا الكثير من ذوي الاختصاص وحملة الشهادات العليا، فقد ظهر من لديه شهادة أولية في التمريض، يكتسب الخبرة والمهارة اثناء عمله مع الأطباء، فيصبح قادرا على التشخيص وإجراء بعض العمليات، ونجد من يمتهن الحدادة ولا يملك غير شهادة المتوسطة، لكنه يبرع بابتكار بعض المكائن المعقدة، وغيرها من المعدات التي يحتاج تصنيعها، إلى معدات ضخمة وفريق هندسي ومجموعة من الاستشاريين. 
ونكتشف المرأة الذكية الموهوبة، التي تأخر تعليمها كثيرا، لكنها أصرت وواكبت وتمكنت، من الحصول على أعلى الشهادات وفي اختصاصات مرموقة، وتلك التي تضطلع بمهمة إدارة عائلتها، وتدبير أسلوب عيشها وكل احتياجاتها، أصبحت بفطنتها وذكائها، أعرف بشؤون الكثير من مفاهيم علم الاقتصاد، وحالات ارتفاع الأسعار وانخفاضها وظواهر العرض والطلب. 
ونلاقي باستمرار أيضا بعضاَ من أولئك، الذين خاضوا غمار المعترك السياسي، في ظروف صعبة وقاسية، وعانوا من تغول السلطات وجبروتها ومضايقاتها لهم، قد أصبح محللا سياسيا مرموقا ويشار له بالبنان،في فهم المشهد السياسي وتفكيك الأحداث والتنبؤ بما سيحدث، ويطل باستمرار من على شاشات معظم الفضائيات ومنصات التواصل الإجتماعي، ويتحدث بمنتهى اللباقة والنباهة والإدراك، عن مجمل الوقائع والأحداث وما يجري على الساحة، مع أن الشهادة التي حصل عليها هي في اختصاص بعيد جدا عن السياسة وميدانها. 
وعند اقترابنا من تلك الشخصيات التي تحارب كل موهبة ونجاح يحرز، من أجل التعرف على حقيقة ما يدفعها لذلك السلوك السيئ المشين، فإنك تجدها شخصيات ضحلة، وتقع تحت ركام هائل من الجهل والتخلق، ومجموعة كبيرة من الأمراض النفسية والاجتماعية، وقد تفاعلت تماما داخل تلك الشخصيات وحولتها إلى كيانات، لاتملك ازاء الآخرين الموهوبين وكل مؤسسات المجتمع الناجحة، إلا الغل والمواقف السلبية الخاطئة المحبطة 
للآمال.
ليفهم أولئك الناقمون، أننا في زمن الديمقراطية، وبحاجة لمواهب أبنائنا في كل المجالات والاختصاصات والعلوم، لكي ننهض ونبني ونعمر، ونعوض مافات من الزمن، وعليهم إن يفهموا أيضا، إنها هبة آلله يعطيها لمن يشاء من عباده، وعليهم محاربة احقادهم ولجمها وكبح جماحها، وإعطاء الفرصة كاملة لكل موهوب ومقتدر، للعمل والبذل والعطاء، بدل غلق الأبواب ووضع المطبات 
والعراقيل.