ازياء فولكلوريَّة تظهر في الربيع

ريبورتاج 2022/03/29
...

 نهضة علي 
 تصوير: رغيب أموري
تمثل الأزياء الفولكلورية لكل قومية أو مجموعة عمق الارتباط بجذور الأجداد، وتعكس ثقافتهم وطبيعة عيشهم ومجتمعهم من خلال اختيار فصالات الملابس، وعدد قطعها، وألوانها، والنقوش التي تزينها، وفي الوقت الحاضر ما زال الكثير من الناس يعتزون بالأزياء الفولكلورية الشعبية لأجدادهم وقوميتهم، ويعتبرونها الرمز الرئيس الذي يدل على وجود واستمرار تراث تلك المجموعة، فهي تتصدر الملابس لدى المحتفلين في الأجواء الجامعية والحفلات الوطنية والرسمية والفعاليات الفنية ومناسبات القوميات والأعياد. 
 
 
خياطة الفولكلور
الأسطة محمد إسماعيل من معمل خياطة كركوك يعمل بخياطة الأزياء الشعبية والفولكلورية منذ 40 سنة، و بدأ كصانع في محل خياط في شارع أطلس، بيّن لـ «الصباح»: في كركوك تتعدد القوميات والأطياف ولكل قومية زيها التراثي والفولكلوري الذي تتميز به عن الأخرى وبالرغم من أن التغيير في موديلات الملابس سريع مع الوقت ويجتذب النساء
والرجال.
 إلا أنهم يفضلون امتلاك الزي التراثي والاحتفاظ به وارتداءه أثناء المناسبات، والطلب عليه قائم رغم مرور الزمن، ويتزايد مع المناسبات والفصول، إذ يتزايد الطلب على الزي الكردي في فصل الربيع والتركماني مع المناسبات القومية، بينما يبقى الطلب على خياطة الزي العربي على مدار السنة. 
 
أزياء القوميات
الخياط مجيد محمد أكد لـ «الصباح» أن الزي العربي والذي يكون عادة مرتبطاً بالأصالة والقدم ويشاع استخدامه عند أهل الأرياف وفي دواوين شيوخ القبائل، وكان سابقاً أغلبهم يستخدمون الصاية مع الدشداشة والعباءة والزبون والعقال الذي يكون قليل السمك في المناطق الغربية وسميكاً في المناطق الجنوبية مع
اليشماغ. 
وأما الزي الكردي فهو يتكون من بدلة تخاط بطريقة فضفاضة تتناسب والطبيعة الجبلية ويعزلها من الوسط اللفاف الذي يأخذ قطعة قماش طويلة وتكون لفته حسب شخصية مرتدي الزي، ولم ينحسر وعليه طلب كثير إلى الآن، وعن الزي التركماني في كركوك، أكد الخياط محمد إسماعيل أنه يتميز بملابس تشبه زي البغداديين القدماء بالنسبة للرجال، وهي صاية وجاكيت والعباءة التراثية التي تعود للعرب والتركمان، بينما تكون ملابس النساء عبارة عن قميص وسروال وصاية عادة ما تكون مزركشة بالتطريز حسب نوعه مع قبعة مزركشة للرأس. 
أما الجراوية فتكون في الزي العربي والتركماني بلون أبيض، وذات نقش أقل بينما تكون في الزي الكردي الرجالي غامقة اللون، وذات نقش مكثف في الوسط، وتتميز أزياء النساء الفولكلورية الكردية بالألوان الزاهية والبراقة التي تتناسب مع أجواء فصل الربيع، وتتكون من السروال والثوب أو الصاية ذات الكمامات الطويلة المتدلية وقد يرافقها يلك
قصير.
 
الحفاظ على الصبغة التراثيَّة
إسماعيل بيّن أن أول تغيير في خياطة الفولكلور هو في الأقمشة المستخدمة لظهور ماركات مختلفة منها الهندي والإنكليزي و قماش الصناعات العربية وهو المرغوب وسعره أعلى، والطلب يكون على ما يستخدمه قدماء الخياطين، وكذلك ظهور نوعيات جديدة من نوع النسيج المستخدم في صناعة خيوط التطريز والزكارش، منوهاً بأن الأزياء التراثية قد لا تحافظ على دقتها في الخياطة أو بقائها ونقلها كما هي مع الزمن، أي أنها ستختفي وذلك لاختفاء الصناع العاملين مع الخياط الأصلي بعد وفاته.
إذ إن أغلب الشباب تركوا مهنة الصانع لأنها لا تدر عليهم مالاً كثيراً، وذهبوا للبحث عن عمل آخر، فلم تعد تنفعهم مع تطورات العصر وزيادة متطلبات الحياة وزيادة العرض في الأسواق، مؤكداً ضرورة الالتفات إلى هذه النقطة من قبل مراكز التراث للحفاظ عليه من
الزوال.
 
العرض والطلب 
سهاد توفيق، خياطة في المعمل أكدت لـ «الصباح» أن الطلب على الأزياء التراثية والفولكلورية لم يختفِ رغم ظهور الموديلات الجديدة، خاصة أثناء المناسبات التي تخص القوميات، مثل يوم الزي الكردي، ويوم الزي التركماني، ويكثر الطلب عليها من قبل طلبة الكليات والمعاهد، وكذلك أثناء عيد النوروز، وفي المناسبات الوطنية ترغبها الفرق الفنية التي تجسد الأناشيد والفعاليات الفنية وأثناء
الاحتفالات. 
مشيرة إلى أن هناك أشخاصاً لديهم اعتزاز بانتمائهم لجذورهم، ويكون هناك طلب من مختلف الأعمار، بينما يحب البعض الآخر امتلاك زي فولكلوري كتعبير عن المشاركة في المناسبة لتمييزها. 
وتابعت: أن خياطة الفولكلور أصبحت سهلة مؤخراً، لأن أغلب التطريز يكون في ماكنة الخياطة بدلاً من التطريز اليدوي المعروف في الماضي، والذي يتميز بدقته، وكلما احترف الشخص خياطة الفولكلور يراها
 أسهل.