الاستفزاز النووي

آراء 2022/03/30
...

  كاظم الحسن 
 
هذه الأسلحة الفتاكة أو أسلحة الدمار الشامل، لم تستخدم إلا في الحرب العالمية الثانية وقبيل نهايتها، من قبل الولايات المتحدة الاميركية ضد اليابان، قبل نشوء الامم المتحدة، وكان الدمار الذي سببته القنابل الذرية على ناكازاكي وهيروشيما هائلا ومرعبا ومخيفا، أصاب العالم بالرعب والفزع والهلع والذعر، جعل من استخدام تلك الاسلحة خطا أحمر لا يجوز اختراقه أو 
العبث به. 
ومن هنا نشأت الحرب الباردة، لأن الصراع بين القطبين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي آنذك، كان قائما وتطور ليصبح بين الغرب والاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، التي يحاول بوتين إعادة الحياة لها، حتى لو كلفه الامر اجتياح أوكرانيا وهذا ما حدث، وهو يلوح بالسلاح النووي، بعد صدور تصريحات متضاربة حول ذلك، أكد أن استخدام السلاح النووي جائز في حال تهديد روسيا وجوديا، ولا نعلم هل أن ذلك يشمل دولا أخرى، ضمن محيط روسيا ومنها أوكرانيا؟ أو أن ذلك يسمى الاستفزاز النووي، لرسم خرائط جديدة وتغيير النظام الدولي الجديد، الذي ظهر في اعقاب، انهيار الاتحاد السوفيتي وتشظي المنظومة 
الاشتراكية. 
قد يكون ما قاله السفير الروسي في الولايات المتحدة، يصب في هذا الاتجاه، إذ ذكر أن الغرب يتصرف مع بلاده، 
كطرف منتصر ويعامل روسيا كدولة مهزومة، اي أنه يتصرف بعقلية الحرب الباردة، وهذا ما أثار حنق بوتين وأخذ يتصرف بفظاظة، مع انجيلا ميركل رئيسة وزراء المانيا، حين تأخر عن موعد لقائهما في الكرملين وقد عاتبته على ذلك، فقال لها (نحن هكذا فردت عليه نحن ليس كذلك)، وقد كان يتصرف باستعلاء حتى مع ماكرون، بسبب عقدة الاضطهاد وصدمة انهيار الاتحاد السوفيتي؟. 
السلاح النووي يجب أن يكون بعيدا عن الاستفزاز والتهديد به، لأن ذلك يندرج ضمن التهور والطيش وانعدام المسؤولية؟ بالمقابل تصريحات بايدن عن بوتين استفزازية وغير مسؤولة، 
التي قال فيها "لا يمكن لبوتين البقاء في السلطة، وقيل عنها زلة لسان مروعة! وهو تصعيد سياسي ليس 
له معنى. 
المفارقة أن أوباما الرئيس الأميركي الاسبق، قد صرح في ولايته الأولى أن أيام بشار الأسد باتت معدودة وذهب اوباما الى منزله بعد ولايتين في الحكم، وكذلك ترامب ذهب الى منزله وبشار ما زال في الحكم، فكيف يقول عن رئيس دولة عظمى مثل روسيا لا يمكنه البقاء في الحكم؟ طبعا هي حرب نفسية وإعلامية، لكن الشعوب والسلام العالمي يدفعان ثمناً 
باهظاً.