مانيفستو علي علاوي

آراء 2022/03/30
...

 نوزاد حسن
 
 حصلت بالصدفة على ملزمة من عدة أوراق قدمها لي صديق يعمل في إحدى المكتبات وهو يقول: اقرأ هذا البرنامج السياسي، أخذت الأوراق منه وكان عنوانها: المانيفستو خطة للاصلاح الوطني، صديقي كان ينظر بخشوع إلى هذه الأوراق، لكنني في الحقيقة كنت أعرف المسافة الكبيرة بين الفكرة وبين الواقع، وسألته: هل من السهل تطبيق هذه الأفكار؟.
   بالتأكيد كان صديقي مطمئنا إلى القوة السحرية الموجودة في هذه الصفحات، ولم أشأ أن أناقشه في قضية مهمة مفادها أن اللغة لا تنجح دائما في تغيير الواقع.
  كتب المانيفستو أو لنقل البيان ثلاثة من الأساتذة هم علي علاوي ولؤي الخطيب وعباس كاظم، وقدمه عبد المهدي مشيداً به, وبكفاءة 
كاتبيه.
 قرأت بيان الأساتذة الثلاثة مرتين، النص مكتوب بلغة واضحة يطغى عليها حلم تغيير الأوضاع، لذا كانت التحديات العشرون التي أشاروا إليها وناقشوها هي في نظرهم ما يجب العمل على حله، وقد بدؤوا في الحديث عن هوية الدولة ثم انتقلوا إلى الحديث عن تدهور مؤسسات الدولة, وآليات العمل الحكومي مروراً بالتحدي الثالث وهو تكوين هوية وطنية ووعي وطني يتجاوزان بالعراق والعراقيين الخلافات السياسية والصراعات العرقية والطائفية، يتبع هذه التحديات الثلاثة التي ذكرتها سبعة عشر تحدياً لا مجال لذكرها في هذا المقال.
 في الحقيقة ذكرني بيان علي علاوي وزميليه برسالة الملك فيصل الأول التي أتذكرها في كل مناسبة أسمع فيها من يحاول أن يغير الأوضاع إلى الأحسن، أعني أن التحديات العشرين التي ذكرت هي نفسها التحديات التي واجهها الملك فيصل, ورحل بحسرة دون أن يضع حلولا لها.
شخصياً أتفاءل بلغة البيان أياً كان نوعه لكني أتوقف أمام البيان الذي يريد أن يغير الواقع السياسي من خلال مجموعة من الأفكار الجميلة، وكلنا نعرف تعقيد بيئة العمل السياسي في بلد عانى من الحروب طوال عقود، وها نحن نجد أنفسنا أمام صراعات سياسية لا تنتهي، ومع مرور الوقت تزداد مشكلاتنا السياسية تعقيدا على الرغم من أن الجميع يتحدثون لغة واحدة تسعى للخروج بنا من الأزمات المتتالية.
يخلو البيان من الإشارة مثلا إلى التدخل الاقليمي والدولي ودوره في عرقلة تصحيح مسار العملية السياسية التي لم تقدم للمواطن ما كان يحلم به.