هل من دور للمثقف؟

آراء 2022/04/01
...

 يوسف نمير
 
عندما نتحدث عن المثقفين، فإننا نبحث في ذواتنا عن إجابات سهلة وجاهزة، عن ماهية المثقف وكيف يحدث ذلك الفرق الكبير من خلال دوره في تكوين وعي الناس وتشكيل قالب العلاقات الاجتماعية بينهم، غالبا ما يحمل مصطلح المثقف التوقع في أن يكون لديه كل السلطة في الحكم على المجتمع، إن الموطن الطبيعي للمثقف لكي يمارس دوره هو المجال العام داخل المجتمع لا خارجه(اي داخل مجتمعه)، نحن ننتج المثقفين عندما تصبح القضايا الانسانية أكثر أهمية من أن نتجاهلها، وفي اللحظات الحرجة يخرج المثقفون من دائرة المجتمع إلى دائرة الرأي العالمي العام بهدف تسليط الضوء على قضايا تكون أقرب إلى وضع المجتمع في دائرة واحدة مغلقة، وأحيانا تسمى هذه المجموعة من المجتمعات بالمجموعة المفترض، وهم أفراد مستقلون لديهم القدرة على أن يصبحوا مجموعة متماسكة ومتحركة بغضب، أي أنهم يتحركون بحماس شديد تجاه اي تأثير ثقافي مغاير لطبيعة المثقف الذي اعتادوا عليه و تقربوا منه بغية توصيل أفكارهم إليه، إن دور المثقفين يحد من الرؤية الناقصة التي ترى أن دور الثقافة هو انعكاس لمزايا المجتمع المفقود، اي المجتمع الذي فقد حس الثقافة بمفهومها العصري الحديث، وكذلك دورهم ينعكس في الحد من الانحياز إلى جماعات تدعي الثقافة وليس لها علاقة بالمجال الثقافي، والذي يسعى هذا المجال بدوره إلى دمج مفهومي الثقافة والمعرفة المسطحة معا، وهذا هو الأمر الذي يجب أن ننتبه إليه، لذا فإن المثقفين ليشغلوا دورا مهما كثيرا في هذا الوقت تحديدا، وهو دورهم وتأثيرهم الكبير في المجتمع، وليس في مجالهم الخاص، فالمثقفون هم أشخاص مخلصون بشدة لمجال معين، أو ربما بعض المجالات، التي تتطلب مستوى معقد من الإدراك، معظم المثقفين لايتوافقون مع القواعد و المبادئ التوجيهية التي يقدمها المجتمع، لذا فإنهم يتركون خيار حس المسؤولية للفرد وحده في تقديم الحلول البسيطة لأي مشكلة كبيرة قد تودي بانهيار المجتمع نفسه، ما يجب على المثقف أن يبدأ به هي قدرته على إحداث تغيير في المجتمع، بدءا من هدم المنظور الاتحادي للامور، وبالبدء بتشكيل رؤية جديدة ومغايرة للمألوف، وأن يحدث هذا التغيير تغييرا اخر فيه هو(اي في المثقف)، على أن يكون قادرا على حمل ما يصيب مجتمعه من أزمات تتوإلى عليه، لا أن يقول كل الحق على المجتمع، إذاً انا لن أقف مع المجتمع حتى يغير رأيه.