اليومُ قبلَ الأخير

ثقافة 2022/04/07
...

  طالب عبد العزيز 
 
 أعلم أنَّ غداً هو اليومُ الأوَّلُ للحرب 
لكنّني، أعلم بأنَّها لن تنتهي في الغَد
لذا، تعالَ أحدّثكُ عن اللقالقِ، 
التي ستفقدُ أعناقها قريباً... 
اللقالقِ، التي تشبهُ ضحكاتِ الجنودِ الأخيرة.
                 
   **
إن أردتَ أنْ تعرفَ أكثرَ 
مما تنبئكَ النُّدوبُ في جبهتي..
حدّقْ مليَّاً بعينيَّ، 
اللتين لن تجدهما بين أنفيَ ثانيةً.
خذني من غابةِ الوحوشِ هذه 
الى مستنقعِ الضفادعِ ذاك. 
في ترتيبِ الأيام، هذا هو يوميَ قبلَ الأخير. 
               
 **
اِعلمْ، بأنني ما عدتُ أَطيقُ رأسيَ
إنْ رأيتي أعبرُ الشارعَ بلا قبّعة.
 
              ** 
وإنْ سقطتْ كلمتي الاخيرةُ
ثقيلةً عليكَ. 
إنْ تلفَّتَّ، ووجدتني بين الحَيْرةِ والنَّدم
فلا عليك، لنْ أتاخرَ طويلاً 
ستأتي العربةُ الأخيرةُ 
العربةُ الأخيرةُ ستأتي بكلِّ تأكيد.
 
           ** 
أنا ثملٌ، وسكرانٌ، ربّما
أعلمُ ذلك. 
وقطراتٌ مالحةٌ من مطرِ البارحةِ 
على نظّارتي 
وأنني لا أحسنُ رسمةَ ربطةِ عنقي
أمامَ المرآة..
وأتأخّرُ في دورة المياه 
كلّ ذلك أعلمُه..
لكنْ، ما لا أعرفه ولا أعلمه... 
هو فوتُ البهجةِ
على أصيصِ النَّرجس هذا.