لبنان في مهب العاصفة

آراء 2022/04/09
...

 كاظم الحسن 
 
قد يكون يكون تصريح نائب رئيس الوزراء اللبناني، بشأن إفلاس الدولة والمصرف المركزي اللبناني، هو أخطر تصريح لمسؤول عن الشأن الاقتصادي، على الرغم من نفي البعض من الساسة لذلك. هذا الاعلان ليس فيه من جديد، حيث صرحت الأمم المتحدة من أن لبنان يمر بأسوأ أزمة في تاريخه. الحكومة شبه مجمدة وعاطلة والتجربة السياسية في هذا البلد، تفصح بجلاء النتائج المدمرة للمحاصصة وقرينها المشؤوم وهو الثلث المعطل، الذي أحال البلد الجميل، إلى حطام، يستجدي المساعدات من دول العالم وكأن الحكومة لهم لها الا خلق الأزمات، لكي تعتاش عليها. هذه التجربة السياسية الفاشلة، يجب أن تكون عبرة ودرسا لدول المنطقة، اذ لا ينبغي بطبيعة الحال، الاقتداء بها او استنساخها اوتكرارها، والمجرب ذو السمعة السيئة لا يجرب. من يريد تجربة الفشل لايتعظ، بدروس غيره، فهو يبحث عن مصالحه حصرا وهذه انانية مدمرة للحياة السياسية، هي أخذ وعطاء وليس احتكارا، ما هو عام تحت ذرائع ومبررات، أقل ما يقال عنها، أنها غطاء للفساد والنهب وتهديد مؤسسات الدولة وإفراغها من محتوها، وذلك مساس بسمعتها وثقة العالم بها ويجعل البلد يدور في مكانه؟ وإلا كيف يمكن أن تقنع المستثمرين في القدوم إلى العراق، الذي ينخره الفساد من كل صوب ومشاريعه مؤجلة او متلكئة، حتى إشعار آخر؟ والانسداد السياسي، يكاد يجعل من كل خطوة نحو الاصلاح ازمة في حد ذاتها.
إنَّ غياب الوعي بالمسؤولية وضيق الأفق، الذي يتشرنق به البعض، في مصالح محدودة، يجعل العبور، من هذه المحنة مهمة مستعصية، إن لم تكن ميؤوسا منها . هذا السكون والترقب قد ينذران بعاصفة، لن يستطيع ما يسمى الطرف الثالث القيام بما قام به، متسترا بغطاء سياسي يحميه ويوفر مظلة له مكشوفة وعارية ومشخصة من قبل الجميع. في العراق مائدة تكفي الجميع، إذ لا ينبغي لطرف أن يستأثر بها ويحتكرها لنفسه، وتجربة الطاغية ما زالت ماثلة في الأذهان، بكل فظائعها وجرائمها ولا يجوز الأخذ بكلام ابن خلدون إن المقهور يقلد القاهر او الخاسر يقلد الفائز أو أن الضحية تقلد الجلاد والا فأن متوالية الظلم سوف تستمر وتكون المظالم التاريخية، التي يرفعها البعض عبارة عن قميص عثمان الذي رفعه معاوية باطلا ؟ الاستئثار بالمال والمناصب، يعرض منظومة القيم والمثل العليا إلى التصدع والهتزاز وتشكل التهديد الاكبر إلى الثوابت والرموز، بعدما تنكر أصحاب السحت الحرام اليهم، عبر الأكاذيب والزيف والاحتيال والخداع. وكما يقول أحد الحكماء، إنك قد تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكن لن تستطيع كل الناس طول الوقت؟.