نجاح العلي

 

بحسب تقارير المنظمات الدولية أن العراق ضمن أول خمس دول الاكثر هشاشة وتأثرا بالتغيرات المناخية؛ أهم هذه التغيرات هي انخفاض مناسيب المياه سواء في الأنهر والبحيرات والمسطحات المائية والمياه الجوفية، او في مناسيب الامطار التي تعتمد عليها الزراعة الديمية، وكذلك الجفاف والتصحر جراء التجاوز المستمر على الاراضي الزراعية وتحويلها إلى أبنية سكنية او مخازن ومنشآت صناعية وتجارية وترفيهية.

امام هذا الواقع البيئي المؤلم هناك جهود لاقامة محميات طبيعية في البلاد، تنفيذا لقانون المحميات الطبيعية رقم 2 لسنة 2014 والذي اوضح خطوات تحديد المواقع الطبيعي، التي تعلن من قبل اللجنة الوطنية للمواقع الطبيعية المحمية برئاسة وزارة البيئة، إذ إن هناك مواقع تنوع احيائي رئيسة يبلغ عددها في العراق 82 موقعا تصلح أن تكون محميات طبيعية، من بينها 13 موقعاً تعد كمواقع أولوية، وتلك المناطق هي (هور الدلمج، بحيرة الموصل، جبل بيره مكرون، بحيرة الرزازة، بحيرة الثرثار، الحمار الغربي، خور الزبير، جبل قره داغ، وادي الوعير، حديثة والبغدادي، الطيب، الحمار الشرقي، الحويزة) وبدعم دولي تم في عام 2022 ادراج منطقة الطيب في محافظة ميسان وهور الدلمج المشترك بين محافظة الكوت والديوانية كمحميات 

طبيعية.

بيئتنا في خطر ولا بد من التحرك الجدي في وقف نزيف التجاوز على الأراضي الزراعية ودعم الفلاح عبر قوانين وتشريعات لدعم المنتج الوطني واعتماد طرق حديثة في الري، تقلل من الهدر الكبير في مياه السقي والتنسيق مع دول الجوار لاعطاء حصص عادلة من المياه لاستصلاح الاراضي وزراعتها بمحاصيل ذات مردود اقتصادي يشجع الاستثمار الزراعي ويسهم في ديمومة هذا القطاع، وبما يحقق الأمن الغذائي، الذي تحرص على تحقيقه جميع الدول باعتباره جزءا مهما من الأمن 

الوطني.

العراق حباه الله بتنوع في المناخ والتضاريس وتعدد مصادر المياه، فضلا عن التنوع الأحيائي والجيولوجي كلها عوامل تشجع على إقامة محميات تحظى بدعم وتمويل المجتمع الدولي، بما يحسن من بيئة العراق وانعاكساتها على البيئة العالمية، فموضوعة البيئة أصبحت شأنا دوليا وليس محليا لتأثيراتها في الاحتباس الحراري والارتفاع المستمر لدرجة حرارة الأرض، ما أدى إلى تغيرات مناخية خطيرة شهدها العالم خلال العقود الأخيرة، ما دفع الى عقد مؤتمرات دولية للاهتمام بالبيئة والتقليل من استخدام الوقود الاحفوري والاعتماد تدريجيا على الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، فضلا عن تشجيع اقامة المحميات الطبيعية باعتبارها رئة يتنفس من خلالها كوكب 

الارض.