طــه باقـر.. قارئ الطين البابلي

ثقافة 2022/04/13
...

 د. بشار عليوي
هو طه باقر ناصر حسين علي آل عزام الحسيني الحلي، عالم الآثار العراقي الكبير والمترجم عن اللغات القديمة ولد عام 1912 في محلة الطاق إحدى محلات مدينة الحِلة الشعبيَّة، تعلّم على الطريقة القديمة «الكتاتيب» في دراسة النحو والصرف على أبيه وعمه وبعض مشايخ الحلة،
  إذ أجرت المدارس الرسمية الابتدائية في ذلك الوقت امتحان مُفاضلة خاصاً بتلاميذ الكتاتيب المُتفوّقين بُغية قبولهم في إحدى تلكَ المدارس فتقدمَ طه باقر لذلكَ الامتحان واجتازهُ بجدارة ليتم قبولهِ مُباشرةً في المرحلة الرابعة من الدراسة الابتدائية من دون المرور بالمراحل الثلاث الأولى وكانَ ذلك عام 1921. 
وهو العام ذاته الذي تمّ فيهِ افتتاح مدرسة الحلة الغربيَّة الابتدائيَّة والتي سجلَ فيها تلميذاً وكانَ خلال مُدة دراستهِ في مدرسة الحلة الابتدائيَّة بشكل سرّي عن عائلتهِ باستثناء والدتهِ التي كانت تُساعدهِ بتغيير ملابسهِ الدينية بالمدرسيَّة عند عودتهِ من المدرسة تأتيهِ بملابسهِ الدينية كي يرتديها ويدخل بيتهِ ولأنّهُ من الطلبة المتفوّقين عندما كانَ في المرحلة الرابعة الأولية (الرابع الابتدائي حالياً) ولوجود نقص حاد في عدد المُعلمين وازدياد أعداد التلاميذ قامَ بتدريس تلاميذ المراحل الأولية في مدرستهِ إذ بقيَّ في تدريس تلاميذ مدرستهِ ثلاثة أعوام، وبعد إكمالهِ الدراسة الابتدائية التي تخرج منها في 1923/ 1924. 
ووفقاً لطبيعة الواقع التعليمي في العراق خلال عشرينيات القرن الماضي والنقص الحاد بعدد المدارس والملاك التدريسي فمن أراد أن يكون معلّماً عليهِ دراسة عام بعد الابتدائية؛ لذا فقد ظّلَ طه باقر عاماً آخر في المدرسة بعدما أنهى الصف الثاني الابتدائي (السادس الابتدائي حالياً) في العام الدراسي 1923/ 1924 وتخرج منها في 1925/ 1926، تقدم للدراسة في المدرسة المتوسطة في الحلة، التي كانت فيها مدة الدراسة عامين، وتخرج منها في العام الدراسي 1928/ 1929، وكانَ تسلسلهُ الثاني بين أقرانهِ المُتخرّجين، حينها وصل خبر دراستهِ وتفوقه فيها الى والدهِ الذي عارض إكمال تعليمهِ، لكن عمّهُ أقنع أباهُ بمواصلة «طه»
لتعليمه.
كرّمت وزارة المعارف (وزارة التربية حالياً) الطلبة العراقيين المتفوّقين في الدراسة المتوسطة بالحصول على مُنحة الدراسة الثانوية المجانيَّة لهم، لهذا تمَّ قبوله في الثانوية المركزيَّة ببغداد وتخرّج منها عام 1932. 
وبسبب تفوّقهِ الدراسي في الثانوية رشحتهُ وزارة المعارف لبعثتها العلميَّة الى الولايات المتحدة الاميركية ليحصل منها على البكالوريوس والماجستير من جامعة شيكاغو 1938، عمل خبيراً فنيّاً للأثار وأمين المتحف العراقي ومدير الآثار العام ونائب رئيس جامعة بغداد، عمل في جامعات عراقية وعربية. 
ترأس عددا من هيئات التنقيب الآثاري في العراق وليبيا، وانشأ داراً للمعلمين في المغرب، كان يتقن عدة لغات وحصل على وسام رفيع من الحكومة العراقية، وهو عضو في المجمع العلمي العراقي، توفي في بغداد عام 1984. 
من اصداراته: الإنسان في فجر حياته - ترجمة، بابل وبورسيبا، بحث في التاريخ - ترجمة، تل حرمل، طرق البحث العلمي في التاريخ والآثار، عقرقوف، قانون عشتارـ قانون مملكة اشنونا، موجز تاريخ العلوم والمعارف والحضارات القديمة والحضارة العربية الإسلاميَّة.