من سوق حمادة الى القيادة؟

آراء 2022/04/13
...

  كاظم الحسن 
الطفولة الشقية والمعذبة للطغاة، تترك آثارها لاحقا، في شخصيتهم، التي تأخذ طابع العنف الممنهج اتجاه ما يطلقون عليه عدوهم؟، وهذا العدو المتخيل، ضروري لتبرير القسوة في سلوكهم، وما يحتاجه الدكتاتور هو أيديولوجيا تغطي جرائمه، التي تتطور لتصل الى حروب ضد دول الجيران؟، وتتخذ تسميات دينيَّة مثل القادسية أو وحدويَّة عودة الفرع للأصل!، أو حرب على شعبه بواسطة السلاح الكيمياوي، يطلق عليها "أنفال" هكذا صدام المجرم الطليق، وكما يطلق عليه صديق طفولته، ابراهيم الزبيدي في كتابه دولة الإذاعة السريَّة "إن القتل كان مفتاح الفرج له"، أي كانت جرائمه تدفعه الى تسلق مناصب الدولة بسرعة قصيرة - مع حزب يمجد العنف ولا يقيم وزنا للحياة البشرية - طالما كان الثواب وليس العقاب ينتظره!. 
عقد الاضطهاد تطارده حين سُئل لماذا لا يفتح باب السفر للعراقيين؟ قال إنه لم يسافر! إذا مُتُّ ظمآنا فلا نزل القطر. في العاشرة من عمره يفتتح تعليمه في المدرسة الابتدائية بعد عقدين من الزمن يصبح في أعلى هرم السلطة الرجل الثاني في الدولة!، هل هذه حزورة، قد تكون؟، صدام جندي هارب من الجيش "فرار" وقد اعتبر الهروب من الجيش جريمة مخلّة بالشرف، وقد أصبح فريق ركن والقائد العام للقوات المسلحة!، وكتعويض للنقص قام بشن حروب على دول الجوار، ليثبت أنه قائد عسكري!، وعندما سُئل شوارزكوف عن صدام هل هو مخطط أو خبير عسكري فقال إنه ليس خبيرا أو مخططا عسكريا أو يفقه في الحرب وما عدا ذلك يعرف 
أشياء!.  بل أراد أن يثبت أنه روائي أيضا وأصدر روايات باسم غريب لصاحبها؟ الدكتاتور يرى نفسه الأول في كل شيء ولا يكتفي بما هو عليه.  لماذا؟، لأنّه من الصفر بدأ الى رئيس جمهورية؟، لهذا أطلق على نفسه القائد الضرورة "الذي ليس له ضرورة". 
خاله طلفاح يصفه بأنَّه الرئيس الوحيد في العالم الذي يستمع إليه المستشارون وليس العكس؟، طيب لماذا يبقيهم لديه وهو لا يحتاجهم؟. 
بعد إعدام رفاقه في الحزب عام 1979 كانت في قاعة القصر آية تزيّن جدار القاعة "وشاورهم في الأمر" بعد الانقلاب، أصبحت "وشاورهم في الامر وإذا عزمت فتوكل" يعني أن القرار أصبح لي وحدي.  والحقيقة أن القرار السياسي والعسكري له وحده بعد أن أزاح صالح مهدي عمَّاش من منصبه وأصبح ذلك الصبي، الذي دخل المدرسة متأخّرا نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.  في لفتة ذكيَّة من حسن علوي، إذ يقول "إنَّ البكر حين يظهر على شاشة التلفاز المطرب البدوي جبّار عكَّار أثناء اجتماع ما يسمى مجلس قيادة الثورة يوقف المناقشات والمداولات ليستمع الى غنائه، في حين صدام يقيم في قصر النهاية، يخطط للبقاء في السلطة؟.