الإزاحة.. بالريمونتادا!

الرياضة 2022/04/25
...

علي رياح  
 
 إذا كان لديك ولعٌ بما تتناوله الصحافة الكروية الإنكليزية، فستجد العجب في كل يوم..  تجولتُ بين الصحف والمجلات الشهيرة بعد الفوز الساحق للريدز على اليونايتد، وضبطتُ لساني متلبسا بقول الشاعر: هي الأمور كما شاهدتها دولٌ!  
فالسؤال الذي يسبق ديربي الكراهية في كل مرة عمّن سيفوز، شيق وشائق في الوقت نفسه، لكن لا قيمة لمعطيات مسبقة، ولا حسابات على الورق، ولا معنى للتفوق التاريخي.. وعلى هذا الغرار تأتي ردود الأفعال في كل مرة، خصوصا حين تنقلب الأحوال بين عهد وآخر ويؤدي اليونايتد دور الضحية في متوالية تأريخية تثبت أن (الأيام دول)، وأن وجود يورغن كلوب في الليفر يعني بالمعنى الحرفي استهلاك المزيد من مدربي اليونايتد إبدالا واستقالات! 
في عام 2013 قمت بترجمة ملف واسع نشرته مجلة (إنسايد يونايتد) الشهرية التي تصدر عن معقل الشياطين الحمر وتوزع مائة وخمسين ألف نسخة.. كان مضمون المجلة النيل من ليفربول، فاستعانت المجلة بقانون فيزيائي يقول: (الإزاحة هي المقياس).. كان المعنى قدرة أي من مانشستر يونايتد أو ليفربول على إنزال الصواعق ببعضهما البعض وهو ما يؤدي في الغالب إلى إزاحة المدربين من مناصبهم كنتيجة أو انعكاس لـ (ديربي الشمال الغربي).
وفي إحصائية مصورة، قالت المجلة :إن أبهى مظاهر نجاح السير أليكس فيرغسون مع المان يونايتد أن عهده الممتد من 1986 وحتى 2013 شهد إزاحة سبعة مدربين (أحدهم مرتين)  عملوا مع ليفربول، ورأت المجلة أن جمهور الانفيلد لا يحتمل أبدا خسارة بأي شكل من الأشكال أمام مانشستر يونايتد..  
المدربون السبعة الذين (قضى) عليهم السير الإنكليزي العجوز، هم دالغليش (1985-1991)، موران (1991)، ساونيس (1991-1994)، ايفانز (1994-1998)، هولييه (1998-2004)، بينيتيث (2004-2010)، هودسون (2010 -2011) – دالغليش (2011-2012)!  
تقول (انسايد يونايتد) :إن المدربين السبعة (أحدهم مرتين) قضوا تدريبيا بسيف السير فيرغسون بجانب أسباب موضوعية أخرى.. وهذه نقطة لم يلتفت إليها أحد من قبل.. ولا غرابة في الأمر، فهذا الديربي هو الوجه (النموذجي) للعَداء في كرة القدم، وهي المناسبة التي يردد فيها المدربون عبارة (إني أرى رؤوسا قد أينعت) وذلك منذ بداية هذا الديربي في الثامن والعشرين من نيسان عام 1894..  
ترى ما الذي ستقوله المجلة نفسها بعد أن تغيّرت الدنيا وباتت سفينة الشياطين توشك على الغرق؟ سأسمح لنفسي بإجابة تحمل وقائع اليوم والتي لا تقبل جدلا أو تأويلا.. في تشرين الأول من عام 2015 تولى يورغن كلوب مهمة قيادة الليفر، ووفقا لنفس المفهوم، تمكن الرجل حتى الآن من إقصاء خمسة مدربين لليونايتد وهم فان خال ومورينيو وسولشاير وكاريك ورانجنيك.. يفعلها كلوب في ظرف سبع سنوات، بينما فعلها فيرغسون في سبع وعشرين سنة.. بمعنى أن الأمور إذا سارت على وتيرتها الحالية، فسيفعل الليفر ومدربه الألماني باليونايتد ما لم يفعله الأخير وفيرغسون، وسيردّ إليه صاع التهكم ذات يوم، بعشرين صاعا!!