الجمهور يتفاعل مع عروض السينما الصيفيَّة بالقشلة

الصفحة الاخيرة 2022/04/25
...

   بغداد: المحرر
 
 استعادت أماسي بغداد الرمضانية عافيتها بعض الشيء، وتهافت البغداديون على شارع المتنبي العريق، بعد أن شُرعت أبوابه ومعالم أخرى تحاذيه أمام الأهالي، ما شجع هواة وعشاق السينما على تقديم عروض سينمائية صيفية في الهواء الطلق، وهي استعادة لواحدة من أجمل المسرات التي عرفها البغداديون، أوائل القرن الماضي، إذ انتشرت السينمات الصيفية في معظم شوارع بغداد وساحاتها حتى بلغت ذروتها في خمسينيات القرن الماضي بـوجود (50) دار عرض صيفية في بغداد وحدها، والسينمات الصيفية بكراسيها الأنيقة وشاشاتها الباذخة، التي تضيئها النجوم وتبرد أجواءها نسائم دجلة العذبة، نوع من الحل للهروب من أجواء بلادنا الحارة.
  التقت "الصباح" رئيس رابطة هواة السينما محمد أبو يوسف الخفاجي الذي أطلق مع أعضاء الرابطة التي يرأسها، مبادرة تنظيم عروض سينمائية مسائية  للجمهور في فضاءات القشلة، بالقرب من المركز الثقافي في المتنبي، وسألته كيف تولدت فكرة عروض السينما، فقال : هذه ليست المرة الأولى التي نعرض فيها أفلاماً قصيرة وثائقية تتحدث عن يوميات بغداد في القرن الماضي، لكننا انتهزنا فرصة انتعاش الحياة في المتنبي الذي فتحت أبوابه للمواطنين مساء، وأضاف : "نحن في الرابطة نعمل من أجل إشباع هوايتنا واستعادة تقليد جميل يسعد الأهالي، ولأن الرابطة لديها كل التقنيات المطلوبة من مكائن عرض ولوازمها والشاشات، أنجزنا مهمتنا وأمتعنا الجمهور"، وعن طبيعة الجمهور ونوعيته، قال الخفاجي: "معظم جمهورنا من الأسر البغدادية، فضلاً عن الشباب، ما يحتم علينا تقديم برنامج طريف وشيق، وهذا ما فعله زميلي د. سامي عامر الذي يعمل منسقاً للعروض، فكانت فقرات عرضنا فيها بانوراما عن أيام بغداد ويومياتها ومعالمها وجسورها ومقاهيها، ليس هذا  حسب إنما "قدمنا فقرات ترفيهية للجمهور منها أغانٍ تراثية شائعة رددها الجمهور بسعادة وحبور"، وفصل محمد أبو يوسف برنامج العروض المسائية التي نظمت في القشلة أيام الاثنين والخميس والجمعة، بالقول: "من أبرز الفقرات التي قدمناها وتفاعل معها الجمهور، هي : قطار جسر الصرافية الذي أدهش الجمهور، وشارع الرشيد أيام السبعينيات، ومقاهي الزهاوي وحسن عجمي وباصات بغداد والربل، وطلبة المدارس في الثمانينيات والسبعينيات، ولقطات تظهر فيها شخصيات أحبها العراقيون وصارت أيقونات إلى اليوم، منها: كامل الدباغ ومؤيد البدري، والجواهري، فضلاً عن شخصيات أخرى ".
وأكد الخفاجي حب الجمهور لهذه الفعالية واستمتاعهم بأجوائها، فهم "تفاعلوا معها وغنوا مع أغنياتها وتساءلوا عن السبب في حرمانهم من هذه المتعة، وكانوا لا يترددون عن السؤال حول ما يشاهدونه، بل إن أحدهم لم يصدق أن يرى قطاراً معلقاً على جسر الصرافية، بينما تحسرت سيدات على جمال الحياة في بغداد الأربعينيات والخمسينيات إلى السبعينيات، وروعة أزياء ساكنيها وأناقة شوارعها ورصانة مدارسها ونظامها الخدمي".