أحمد الفرطوسي
تصوير: خضير العتابي
أصدرت الحكومة المحلية في محافظة المثنى قراراً بمنع استخدام أكياس النايلون في الأفران والمخابز واستبدالها بالأكياس الورقية، لغرض حمل البضائع أثناء التسوق، بدلا من أكياس النايلون التي تشكل خطراً على صحة الإنسان، ما دفع الحكومة المحلية إلى تبني سياسات تشجع الأشخاص على عدم تداول الأكياس البلاستيكية، والاستعاضة عنها بأكياس الورق أو القماش، بينما قررت بعض الحكومات المحلية حظر استخدام هذا النوع من الأكياس مستقبلا.
تفعيل القوانين
وقال النائب الثاني لمحافظ المثنى، عادل الياسري خلال ترؤسه الجلسة الرابعة لاجتماع حماية وتحسين البيئة في منطقة الفرات الأوسط في مقر محافظة المثنى، وبحضور ممثل مدير العام لدائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الفرات الأوسط ومدراء الدوائر ذات العلاقة كافة، قال “يجب على الجهات المعنية تفعيل القوانين والإجراءات التي تخدم الواقع البيئي في المحافظة، وأهم هذه القرارات منع استخدام أكياس النايلون واستبدالها بالأكياس الورقية التي تحافظ على صحة وبيئة الإنسان”.
بينما قال مدير عام دائرة التوعية والإعلام أمير علي الحسون “إن هذا القرار يعدُّ ثمرة للجهد البيئي والتوعوي، الذي تبذله دائرة التوعية من خلال الحملة الوطنية التوعوية لمنع استخدام أكياس النايلون، ودورها في تعزيز المفاهيم البيئية السليمة وترجمة لواقع معافى خالٍ من الملوّثات التي تضر بالبيئة وصحة المواطن العراقي”.
حملة توعية
من جانبه، قال مدير بيئة المثنى المهندس يوسف سوادي، لـ(الصباح) “لقد قرّر مجلس حماية وتحسين البيئة منع استخدام أكياس النايلون في الأفران والمخابز واستبدالها بالأكياس الورقية”، مبيناً “أن هذا القرار الذي اتخذ خلال الاجتماع الدوري من قبل المجلس، كان الهدف منه هو الحفاظ على الصحة والبيئة العامة” وأكد “أن المحافظة، شهدت تنظيم حملة مشتركة بين منظمة اليونيسف ومديرية البيئة في المحافظة، لتوزيع الأكياس الورقية على أصحاب الأفران بشكل مجاني، ليتبعها بعد ذلك إجراءات تطبيق القانون لحماية البيئة، الذي يتضمن محاسبة كل من يعمل بأكياس النايلون في المخابز والأفران”، موضحاً” أن استخدام أكياس النايلون التي تتضمن مواد كيمياوية، ومع ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تتسبب بتفاعل خطر على صحة المواطن، ولذلك وجب اتخاذ هذا القرار والإيعاز إلى جميع الأفران والمخابز باستخدام الأكياس الورقية”.ولفت إلى أن “الحملة بدأت في عدد من المحافظات، وسوف نقوم خلال الفترة المقبلة بإطلاق حملة اعلامية من خلال توزيع بوسترات مع توزيع أكياس ورقية مجاناً بالتعاون مع منظمة اليونيسف، حيث تعدُّ الأكياس الورقية صديقة للبيئة وبالإمكان افتتاح بعض المعامل بأسعار مناسبة. وفي نيّة الوزارة دعم أصحاب المعامل”، مشيراً إلى أن “هذه الحملة تعدُّ أولية، وسوف تكون هناك خطة مقبلة لاستخدام أكياس ورقية بدلاً من أكياس النايلون”.
غياب الصناعة الورقيَّة
المواطن مكي حسين، صاحب مخبز، قال لـ(الصباح)، “تستعمل أكياس النايلون في الأفران والمخابز بسبب كثرة مصانعها وتوفرها في الأسواق، بينما تنعدم مصانع الأكياس الورقية في المدينة، ما يضطرنا لاستخدام أكياس النايلون، ونحن بالتأكيد تهمنا صحة المواطن، ولكن على الجهات المعنية توفير أكياس ورقية ودعم أسعارها”، مضيفاً أنه “تم خلال فترة السابقة توزيع بعض الأكياس الورقية من قبل منظمة اليونيسف، وقد نفدت، حيث كانت ضمن حملة التوعية من مخاطر ومشكلات استخدام أكياس النايلون”.
بينما قال المواطن محمود عباس “على الرغم من منع استخدام أكياس النايلون والمخاطر التي ترتبط باستعمالها، لكن ما زال أصحاب المخابز يستخدمونها، ولذلك يجب عليهم استبدالها بأكياس ورقية”.
مشيراً إلى أنه “قد لا يتبادر إلى أذهان الكثير أن مكونات المواد البلاستيكية، قد تتفاعل مع حرارة المواد الغذائية، مؤدية إلى تسمم هذا الغذاء أو الشراب، فكثيراً ما نترك قناني الماء البلاستيكية داخل السيارة أو أمام المحال، تتعرض إلى الحرارة الشديدة، وإلى أشعة الشمس، ثمّ نقوم بشرب الماء، وكذلك قد نعمد إلى حمل رغيف الخبز في أكياس بلاستيكية، قد نرى انصهارها بحرارة الغذاء، ولا نبالي وهي من الأمور المهمة التي يغفل عنها الكثيرون”.
تفعيل القرار
بينما عدّ الصحفي والإعلامي نجم الحميد “قرار محافظة المثنى القاضي بمنع استخدام أكياس النايلون في المخابز من القرارات المهمة، والتي لها أبعاد صحية وبيئية تصب في الحفاظ على صحة المواطن السماوي، بحسب ذوي الاختصاص، فإن استخدام أكياس النايلون مع حرارة الخبز أو الصمون المستخلص من المخابز والأفران، تنتج عنه مخاطر صحية تهدد صحة المواطنين في المحافظة، والتي تتعدى مخاطرها للإصابة بأمراض سرطانية لا يحمد عقباها، فإصدار القرارات ظاهرة صحية سليمة لا بد أن تكون واضحة بمضامينها، من خلال تنفيذ هكذا قرارت تمس حياة أبناء المثنى، إذ استبشرنا خيراً لإقرار هذا القرار من قبل السلطة التشريعية في المحافظة، باعتباره ساري المفعول ويطبق على مختلف الأفران والمخابز المنتشرة في مختلف أقضية ونواحي المثنى”، مستدركاً “لكن الآن وحينما تذهب لشراء خبز من أي فرن أو مخبز ترى الحال على ما هو عليه بفضل وجود أكياس النايلون، التي ما زالت تؤثر في صحة المواطنين. فلا بدَّ من تفعيل هكذا قرارات دون الاكتفاء
بإقرارها”.
معامل أكياس ورقيَّة
وقال رئيس غرفة صناعة المثنى فالح الهتيمي، لـ(الصباح) “نحن مع استخدام أكياس الورقية في المخابز، وهي حالة صحية في خدمة المواطن، أما عن معاملنا التي تنتج أكياس النايلون، ما زالت تعمل ولم يؤثر هذا القرار في عملها، وهي تنتج أكياس النايلون وتستخدم في مجالات أخرى”، مؤكداً “هناك مشروعان لإنتاج الأكياس الورقية في المحافظة، سيفتتحان عن قريب، ليلبّيا احتياج المدينة واستخدامها في المخابز
والأفران”.