بغداد: مآب عامر
درجت العادة في الآونة الأخيرة على تحديد ليلة العيد أو صباحه لتغيير الصور الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي بصور أخرى حديثة لم تُعرض سابقاً، وكأنه تقليد لفكرة ارتداء الملابس الجديدة في العيد.
وتحرص هند مصطفى، 22 عاماً، على تبديل صورتها الشخصية في صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً ليلة عيد الفطر، وهي من الأمور التي تنتظرها بشوق “لكي تظهر بحلة جديدة وكأنها تعلن عن بدء العيد بالنسبة لها”، كما تقول إنها “تجد في هذا الأمر فرصة للشعور بالفرح بعدما تغير الكثير من طقوسه نتيجة العديد من الأزمات”.
هند تعتقد أن فكرة تغيير الصور الشخصية وسيلة بدا الجميع من رواد منصات التواصل الاجتماعي يدرك عبرها بأن الوقت قد حان لاستقبال تهاني العيد.
أما عقيل سلمان، 27عاماً، فيعتقد أن اللجوء إلى تغيير الصورة الشخصية في هذه المنصات سلوك فرضه الواقع الجديد حيث تم استحداث الكثير من العادات واستبدالها بطريقة تتناسب مع وسائل الاتصال الحديثة.
ويقول إن “الكثير من الناس تحولت حياتهم وتفاصيلها اليومية وصاروا يقضون غالبية أوقاتهم على تلك المنصات، حيث الأصدقاء من مختلف بقاع العالم”، ولأن الصورة الشخصية وسيلة للإعلان عن حضورك وتفاعلك، فإن “تبديلها مسألة ترتبط كثيراً بطقس تبديل الثياب القديمة بجديدة لمشاركة الآخرين بفرحة
العيد”.
ويرى عقيل أن الجميل في هذه الفكرة أو السلوك هو أنه لا ينظر إلى “العمر” فالأغلبية من صغار العمر وكباره يتشاركون “فرحة العيد” مع غيرهم.
قد تقترب فكرة تبديل الصور الشخصية في “السوشيال ميديا” من عادة ارتداء الملابس الجديدة في العيد بالواقع، لكن الشيء الذي من المؤكد أنه أكثر اقتراباً لهذا الواقع، هو الإسراع في نشر التهاني قبل العيد بأيام.
وتعتقد الباحثة الاجتماعية أسماء هشام أن الأمر يتعلق بالحالة النفسية لرواد منصات التواصل الاجتماعي، فالإسراع والاستعجال في تقديم التهاني قبل عيد الفطر بأيام ما هو إلا دليل على مشاعر القلق تجاه القادم، كما تقول “وكأنها فوبيا الفرح.. تخاف منه وتستعجله”.
وتضيف أن “محاولة الدخول في أجواء مناسبة ما ومنحها حيزاً كبيراً من الاهتمام قبل أيام من موعدها في أرض الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي دليل على الرغبة في الشعور بالفرح الذي نفتقده، وكذلك الشعور بالقلق تجاه الأيام المقبلة”.