فيم فيندرز يوثق مراحيض طوكيو سينمائياً

الصفحة الاخيرة 2022/05/16
...

 طوكيو/ وكالات
 
 يصوّر المخرج الألماني فيم فيندرز (76 عاماً)، أحد أبرز وجوه السينما في أوروبا، فيلماً جديداً في إطار مشروع "طوكيو تويلت" (مراحيض طوكيو)، وهي مبادرة فنية حضرية حوّل فيها مهندسون معماريون مشهورون 17 مرحاضاً متداعياً في منطقة شيبويا إلى أعمال فنية، إذ جُهّز أحد المراحيض بحجرة ملوّنة شفافة تُصبح حاجبة للرؤية عند إغلاق الباب، فيما زُيّن آخر بلوحات خشبية صمّمها مهندس الاستاد الأولمبي كينغو كوما.
 قال فيندرز في مؤتمر صحافي "هناك روح يابانية في هذه الفكرة وفي ديكور المراحيض"، معتبراً أنها فكرة مثالية.
وأعرب فيندرز عن سعادته للعمل مع المهندس المعماري الياباني تاداو أوندو الذي أسهم في المشروع من خلال تصميم هيكل دائري لامع مجهز بشرائح رفيعة تتيح مرور الهواء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها فيندرز عملاً في طوكيو، إذ سبق له أن أخرج فيلم "طوكيو-غا"، وهو تكريم للمدينة كما رآها معلّم السينما ياسوجيرو أوزو، وأخرج كذلك فيلماً وثائقياً حول مصمم الأزياء الياباني يوجي ياماموتو.
واهتم فيندرز بالمكان ودافع عنه ووثقه سينمائياً وفوتوغرافياً، فهو يقول بحسب ترجمة امين صالح لمحاضرته "دفاعاً عن المكان": للناس من يمثّلهم، وكلاء ومحامون، وثمة نقابات تدافع عن مصالحهم، لكن ليس هناك من يدافع عن الأماكن، أنا أسافر كثيراً، بل إني أحياناً أحسب أن مهنتي الحقيقية مسافر، في أحوال كثيرة، أصل إلى أماكن لم أزرها من قبل، أو أماكن لم أرها منذ وقت طويل، أسير هنا وهناك، أرى المدن والشوارع والبيوت، أرى الناس يذهبون إلى أعمالهم، أرى الأطفال يلعبون، أنظر إلى مبنى مؤلف من عدة وحدات سكنية، فأرى نوافذ مضاءة، وظلالاً تتحرك خلفها.. ربما امرأة تنحني وتنادي ولدها، وربما هناك إجابة من مكان ما: أنا قادم، هكذا أرى أن الأماكن لديها جاذبية لا تقاوَم بالنسبة لي، إنها منبع إلهام لا ينضب أبداً..
وفيم فيندرز مخرج ألماني، من مواليد عام 1945، نشأ في دوسلدورف بألمانيا، وبدأ دراسته بالجامعة في الأساس لكي يصبح فيزيائياً قبل أن يحول مجال دراسته إلى الفلسفة، سافر إلى باريس ليصبح رساماً بعد أن أنهى دراسته عام 1965، أحب السينما،      وتردد على نوادي السينما حتى عاد إلى ألمانيا في عام 1967، وتم قبوله في مدرسة التلفزيون والسينما في ميونيخ في خريف 1967، عمل ناقداً ثم أخرج بضعة أفلام قصيرة، إلى أن صنع أول فيلم روائي طويل له في عام 1970  بعنوان "صيف في المدينة"، وأصبح جزءاً من الموجة الجديدة بألمانيا، التي كانت تضم  مخرجين كباراً مثل "فرنر هرتزوغ"، و "راينر فاسبيندر"، أعطاه فرانسيس فورد كوبولا- منتج - الفرصة لكي يُخرج أفلامه من أميركا، فأخرج هناك "هاميت" ( 1982) ثم "باريس، تكساس"( 1984)، الذي حصل به على السعفة الذهبية في كان وجائزة أحسن مخرج في البافتا، عمل فيندرز بالأفلام الوثائقية أيضًا، وأخرج "بوينا فيستا سوشيال كلوب “(1999) ،و "بينا "(2011)، اللذين  ترشحا للأوسكار، فضلا عن أفلام أخرى أخرجها مؤخراً منها: "البابا فرنسيس : رجل عند كلمته" (2018)، و"غرق" (2017).