بغداد: نوارة محمد
فازت مسرحية «قارئ الفنجان» للكاتب علي عبد النبي الزيدي وللمخرج الجزائري مسعى أحمد نبيل بالجائزة الكبرى في مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما في تونس بدورته الرابعة التي تضم في المسابقة الرسمية 14 عرضًا مسرحيًا من مختلف دول العالم.
يناقش العرض قضايا مهمة تشترك فيها كل الشعوب العربية، لكنه أختار العراق ليجسد تلك الظواهر.
وعلى الرغم من أن نص المسرحية يناقش قضايا الوطن في الداخل العراقي، وينطلق من ما هو اجتماعي إلى سياسي، كما يقول الزيدي، ولكن فيه جانباً إنسانياً يمكن أن يحدث في أي بلد آخر، ويطرح سؤالاً مهماً عن واقع التغيير الذي حصل في العراق والخسارات الكبيرة التي حدثت للناس، انتظاراً لهذا التغيير الذي كانوا يعتقدون أنه سيغيّر حياتهم للأجمل، إلا أن العكس هو ما حصل، فحل الدمار في البيوت والأرواح معاً.
ويضيف أن «النص بشخصية سخية لامرأة تنتظر حبيباً من أجل خلاصها، ولكن هذا الحبيب لا وجود له كما يشير النص والعرض معاً، وغيابه يشكل خسارات متوالية على هذه المرأة في نهاية الأمر».
كما يعبر الزيدي لـ «الصباح» عن مدى سعادته بالجائزة «فخور بما حققته، لاسيما أن المهرجان يعد من أكبر وأهم المهرجانات التي تُقام سنوياً بمشاركة فنانين وأعمال مهمة من الوطن العربي».
ويصف الكاتب والمسرحي شاكر عبد العظيم جعفر العرض، قائلاً «ليس غريباً أن يحصد كاتب مثل علي عبد النبي الجائزة، لاسيما أن النص مكتوب بمهنية عالية تجسد مرارة الواقع، شخصياً سعدتُ كثيراً بهذا الإنجاز العراقي».
ولم يخل العمل من بعض الانتقادات، إذ كتب السيناريست ناصر طه معلقاً على ضعف مستوى الأعمال المسرحية التي عُرضت في المهرجان «قد أكون قاسياً بحكمي في بعض الأوقات، لكنني أرى أن المجاملة على حساب المسرح غير مقبولة، شخصياً أظن أن هنالك خللاً كبيراً وضعفاً في مستوى الأداء والتمثيل لا يتناسب
مع حجم مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما»، وفقاً لتعبيره.
أما المخرج علاء قحطان فيرى أن ما كتبه الزيدي هو من أجمل نصوصه التي جسدت فكرة الانتظار، وهي غالباً ما تجسد واقع الدول العربية المتعبة، كما يقول: أظنُ أن الزيدي نجح في طرح هذه القضية، مباركٌ له هذا الشغف والفوز.