دورينا .. المَجني عليه!!

الرياضة 2022/05/23
...

علي رياح
 
في عام 1992 ، كنت أول إعلامي عراقي يوجه دعوة صريحة واضحة إلى اتحاد الكرة العراقي بأن يحسم موقفه من ماضي الدوري العراقي بطولاتٍ ومسابقاتٍ وألقابا، وكنت بذلك استشعر الخطر الذي ينتظرنا وهو ترحيل هذا الإهمال إلى الأجيال اللاحقة لينمو ويكبر ويصبح أزمة عابرة للزمن وغير قابلة لحل مقنع للجميع في يومنا هذا!
دعوت في المقال الذي تصدّر الصفحة الرياضية بجريدة (القادسية)، اتحاد الكرة إلى انتهاز فرصة وجود أقطاب الكرة العراقية أحياء بيننا كي يبلور معهم موقفا صريحا يحفظ حق من له حق، ويستبعد كل الشكوك والظنون والمطالبات غير الواقعية أو الحقيقية ويجلي صورة ستكون – مع الزمن - ضبابية وسيزداد حولها الاختلاف وسيصبح خلافا وهو ما نشهده بعد ثلاثين سنة من نشري مقالا كان تأريخه السبت الموافق للثالث من تشرين الأول عام 1992.. 
في ذلك التاريخ كان في وسع الاتحاد اتخاذ موقف حازم وحاسم بدلاً من ترحيل الأزمة، وقد استندت في رؤيتي تلك لوجود شخصيات مثل عدنان أيوب صبري وفهد جواد الميرة ومؤيد البدري وفهمي القيماقجي وشوقي عبود وإسماعيل الحديثي ومحمد نجيب كابان وكثيرين غيرهم من الشخصيات المدنية والعسكرية (الكروية) التي رافقت تحولات تنظيم الدوري على مستوى المؤسسات ثم الأندية، ممن كانوا أحياء يرزقون!
كتبت ذلك المقال، يوم كان القرار بيد الاتحاد نفسه، لا بيد المشجعين أو بيد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نجد مداً واسعا من (الآراء) التي تنازع (الحقائق)، بعد أن تحولت قصاصات الصحف القديمة إلى سلاح بيد البعض يفتي ويقرر ويفرض قراره على الجميع، في عملية تشويه لكيان الدوري ماضيا وحاضرا!
قبل ثلاثين سنة لم يكن التطور العلمي قد أفرز لنا ثورة في وسائل التواصل الاجتماعي ستتحول إلى غول يحول بين مجالس إدارة اتحاد الكرة العراقي المتعاقبة، وبين اتخاذ موقف مسؤول بدلاً من (متعة) متابعة ما يجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكأن الأمر لا يعني مجالس الاتحاد المتعاقبة.. لنصل إلى هذا اليوم الذي يصبح فيه أي قرار بهذا الشأن مُلغـَّما قد يزعزع الوضع التنظيمي الكروي برمته!
في عام 1992، كان الجو الكروي قابلا للنقاش بين أهل الشأن في إطار رسمي محدد حول قضية لم تكن مطروقة على النحو الذي نعيشه اليوم.. القرار في حينه كان سيثبت موقف الاتحاد للتاريخ لأنه كان سيحمل كلمة لم تكن ستغلي وستشتعل على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يدخل اتحادنا الحالي في النقاش حول القضية وكأنه طرف (فيسبوكي) يتعهد بالعودة إلى خبراء متمرسين يفترض فيهم صدق النية، وحسن الاطلاع، والقدرة على الافتاء في الموضوع دونما ميول نادوية!
قناعتي الآن – والأيام بيننا- أن الضغوط ستحول بين الاتحاد الحالي وبين أي قرار صريح وواضح، وستهدأ النقاشات بعد حين في عملية (ترحيل) مستمر للأزمة وسننتظر نهاية موسم مقبل كي نشعل فتيل النقاش مجدداّ!