ذي قار: نجلاء الخالدي
كانت تغمض عينيها وتتخيل أنها جالسة تعزف على آلة البيانو إحدى المقطوعات الموسيقية لباخ أو موزارت ويصفق الجمهور لها بحرارة. رسل الشغوفة بالموسيقى دخلت كلية الطب، ونمت موهبتها وصارت عازفة محترفة على إحدى أهم الآلات الموسيقية التي عزف عليها أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ.
تقول العازفة الموهوبة رسل عبد الغني لـ "الصباح": لم يكن سهلاً أن أتعلم وأحترف العزف على آلة البيانو، كل شيء كان يبدو مستحيلاً، فلا معاهد تعلم ولا بيئة تشجع على تحقيق الحلم في مدينة مثل الناصرية، ولكن بفضل دعم والدي الذي اكتشف موهبتي تخطيت الكثير من المصاعب التي قد تواجه أي فتاة ترغب في أن تخوض تجربة أن تكون موسيقية وعازفة
محترفة.
بدأت العازفة الصغيرة خطواتها الخجولة في العزف على البيانو، بالتعلم عن طريق برامج اليوتيوب، لكنها أرادت أن تسبق الزمن وأن تتعلم العزف باحترافية، تحت إشراف الفنان مصطفى المنصور، الذي جذبه ذكاؤها وسرعة حفظها للنوتة الموسيقية بوقت
قصير.
وعن تأثير الموسيقى في حياتها تشير إلى أنها جعلتها إنسانة مختلفة، فقد منحتها الأمل وزادت ثقتها بنفسها أكثر من ذي قبل، فضلاً عن أنها ساعدتها على التركيز أثناء دراستها، لذا فهي دائماً ممتنة لوجود الموسيقى في حياتها. ما بين الطب والبيانو ثمة خيوط من الأحلام والأفكار والهواجس تداعب خيال عازفة شابة موهوبة تجمع بين العلم والفن، وتبدع في كليهما فأي من الطريقين ستكمل فيه مشوارها؟
تؤكد رسل أنه لا يمكن تجاوز أهمية الموسيقى في العلاج وقد أثبت ذلك عدد من الدراسات العلمية، خاصة في ما يتعلق بالأمراض البدنية والنفسية، مثل الآلام المزمنة، والقلق والاكتئاب، فضلاً عن تأثيراتها البيولوجية المباشرة، على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، لافتة إلى أن ثمة خيوطاً متقاربة بين العلم
والموسيقى.
العازفة التي تجذبها الموسيقى الكلاسيكية وروادها من بينهم باخ، موزارت، هاندل، تطمح أن تتجه في المستقبل إلى التأليف الموسيقي وأن تكون لها مقطوعات خاصة بها، كما أن لديها مشاريع تحرص على إنجازها في الوقت المناسب، وتبقى الأمنية الأقرب إلى قلبها هي نشر الموسيقى في محافظتها وتعريف الناس بتاريخ وأهمية هذا "السحر العظيم" على حد وصفها، على الرغم من أنها تعتقد أنه لا يوجد هناك اهتمام بهذا المجال رغم الحاجة
الملحة له.