قصص ما قبل النوم.. لغاتٌ وثقافاتٌ

ثقافة 2022/05/29
...

 بغداد: مآب عامر
 
اعتادت إسراء حميد، 30 عاماً، على مشاهدة أحد الأبوين وهو يقرأ قصص ما قبل النوم لأطفالهم من دون سن الدراسة في مشهد شائع في مسلسلات وأفلام التلفاز القديمة خاصة. 
الأمر المستغرب، كما تقول اسراء، يكمن في أنّ ما نشاهده على التلفاز لا يمثل شيئاً نعيشه في واقعنا اليومي، وإن كانت هذه الظاهرة الجميلة موجودة فعلاً فإن من يمارسها قلّة من الأسر العراقية. 
غالباً ما يسري الاعتقاد بأنّ فكرة أن تقرأ الأم قصّة لطفلها قبل نومه مستوحاة من الغرب، كما توضح أسيل، لأنّ الأم التي لم تألف في نشأتها سماع صوت والدتها وهي تقرأ لها القصص والحكايات الشعبية قبل النوم، وتحاول أن تجرب هذا الأمر على طفلها الآن لتربيه بطريقة مثالية تشبه تربية الأجانب لأطفالهم هي متأثرة لامحالة بالثقافة الغريبة. 
وإذا انتقلنا إلى نوع القصص التي ستقرؤها الأم فهي غالباً، بحسب علياء جاسم، 44 عاماً، ما تكون قصصاً مترجمة، مثل (دزني) وغيرها من القصص الشهيرة المعروفة.  
وتقول إنه «وحتى الحكايات الشعبية التي وصلت إلى العالمية ذات الأصل العراقي أو العربي قد تهجّنت وابتعدت عن البيئة الأم التي أنتجتها وتحولت إلى ثقافات أخرى تمّت فيها إعادة خلقها بما يناسب ثقافة الدول المنتجة، لذا فهي بعيدة عن ثقافتنا
أيضاً». 
أما عمار قاسم فهو لا يستغرب تبني الأطفال، وخاصة عند وصولهم مرحلة المراهقة، ثقافات لدول أخرى من خلال قراءة قصص تلك الشعوب وحكاياتها. 
ويقول إنّ «الأجدر بنا أن نفخر بهذا الأمر ونسعد به، فنحن نقف هنا على هدف ومسعى يرتقي به إلى حياة أفضل، خاصة هو يجمع ثقافات ومعارف من لغات جديدة متنوعة». 
ويضيف: هو شيء جميل، ولكنه مرعب في الوقت نفسه، ويتساءل، ماذا لو تبنى الطفل هذه الثقافة نتيجة ابتعاده عن بيئة الأم، فهنا نجد حاجة إلى الانتباه إلى هذه القصص وما تحتويه من إشارات قد تفقد من يسمعها هويته الاجتماعية. 
ويرى أنّ الانغماس في مواقع التواصل الاجتماعي والاختلاط بأصدقاء من مختلف الثقافات يمهد لهم تبني معارف جديدة، والإعجاب بالأساليب المبتكرة في الترويج للثقافات التي دائما ما تبهرنا مثل الحكاوي الشعبيّة الروسية والبريطانية وغيرها التي تختلف عن ثقافتنا المحلية.