خالد ابراهيم
تشتهر كل مدينة بالعديد من الشوارع التي تكون قبله للمواطنين الساكنين فيها، وكذلك السياح والزوار الذين يقصدونها، فهي أولا تقدم أكلاتٍ شعبية مميزة تشتهر بها مدينة اربيل، وثانيا تبقى تستقبل الناس حتى ساعات متأخرة، وفي بعض الأحيان حتى ساعات الصباح الاولى، ومن بين هذه الشوارع هو شارع التعجيل الذي يتميز بأنه من أقدم الشوارع في المدينة، يقع هذا الشارع بالقرب من أقدم المناطق في المدينة وعلى قرابة من قلعتها التاريخية، وتقدم فيه أشهى وألذ الأكلات الشعبية ذات المذاق المميز، إلى جانب كون هذا الشارع هو مركز تجاري في الصباح، وهو قبلة لكل من يزور المدينة، أو يريد قضاء اوقات مليئة بالفرح والبهجة والسرور.
إرث
واكثر ما يميز هذا الشارع انه تقدم فيه اشهى الأكلات الشعبية القديمة، وبشكل بسيط مليء بالمحبة، وحول هذ الموضوع تحدث لنا الإعلامي عزيز دالسس: لكل مدينة أكلات تشتهر وتعرف بها، ومدينة اربيل فيها أكلات تراثية معروفة، ومن بينها الدولمة او اليابراغ او المحشي، وكذلك أكلة تسمى التجمة وهي شبيه إلى حد معين بالدولمة، ولكن هي فيها مرق، وتتكون من الشجر والخيار وبقية الخضراوات وتخيط لكي لاتخرج الحشوة، تتكون الحشوة من القيمة والرز والكرزات بانواعها، وكذلك يابراغ ورق العنب أيضا يكون محشيا، وكنا في الستينات نأكل الزرزور، خصوصا بالشتاء، وما زالت موجودة في شارع التعجيل أكلة الزرزور او الزرازير، الذي كان ياتي شتاءً، ويتم اصطياده وطهيه وتقديمه للزبائن، وهنالك محال تشتهر بها ويتم تقديمه لمحبي هذه الاكلة وتبقى المحال مفتوحة حتى ساعات متأخرة في شارع التعجيل.
من سوق إلى مطعم
وفي الصباح يكون هذا الشارع عبارة عن سوق تقدم فيه البضائع، وفي المساء يكون عبارة عن مطاعم شعبية، وحول هذا الموضوع تحدث لنا الفنان عمر زورباش: شارع التعجيل هو أحد المناطق او الشوارع المشهورة في اربيل ومنذ القدم، هو في الصباح عبارة عن سوق وتقدم فيه انواع البضائع، وهذه المنطقة كانت قبل مئات السنين تدعى اكبادان، وفيها منطقة تجارية، ويتم بيع المفرد فيها نهارا، وفي الليالي تتحول إلى الأكلات الشعبية لمطاعم تراثية بسيطة، وتقدم فيها أكلات تراثية متنوعة مثلا العصفور والقبج والدكدوك والحمام، وهي أكلات معروفة تشتهر بها المدينة، وبالاخص في هذا الشارع على مدار أيام السنة، وهي تبقى مفتوحة وتستقبل الزبائن والناس حتى ساعات الصباح الاولى، فهي معروفة من بعد الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا، فيه محال ومطاعم شعبية بسيطة تقدم أكلات شهية رائعة على مقاعد خشبية مصنوعة من المواد البسيطة، فهو شيء تراثي وشعبي مميز وجميل جدا، ولهذا الشارع مثيل له في بغداد مثلا شارع الشيخ عمر، فاغلب المطاعم لا تجدد لكي يبقى مميزا كتراث شعبي قديم، ولكي يحافظ على رونقه وجماله القديم.
عراقة
ويعد شارع التعجيل مكانا قديما وجزءاً من تاريخ المدينة، هذا ما قاله تحدث المهتم بالشأن التراثي خالص انتيك ليكمل بان، هذا الشارع قديم جدا، فأنا أتذكر سابقا منذ طفولتي في عام 1960، شاهدت هذا الشارع سابقا وحاليا وفيه طقوس ومراسيم خاصة ، ففيه المقاهي والاكلات الشعبية المميزة، مثل الحمام وكذلك الألعاب الفلكلورية ويبقى حتى ساعات الفجر، والاكلات مثل الحمام والزرازير والمشويات مثل التكة والمعلاك والجلاوي، والعديد من الاكلات الشعبية المشهورة، والتي يقبل عليها الناس لمذاقها الشهي اللذيد والمميز.
