هل يواظب الشباب على قراءة الكتب؟

ثقافة 2022/06/01
...

 بغداد: محمد الباقر 
 
أصبح الكثير من شباب اليوم بسبب تقنيات منصات التواصل الحديثة أو الظروف الصعبة وغيرها من المسؤوليات بعيداً عن قراءة الكتب، وإن حاول البعض منهم الخوض في تجربة قراءة الكتب فإنَّ هذا الأمر لا يتجاوز مطالعة «بوستات» قصيرة يواظب غيرهم على نشرها في تلك المنصات، بل إنَّ الكثير منهم يتجنّب الطويل منها، حتى أن منهم لا يجهد نفسه إلّا بقراءة أول سطر فقط، كما هو الحال مع إياد سلوان، 19 عاماً، الذي لا يجد في القراءة شيئا مهما ولا يحبذها، ويقول إنَّ «المعلومات التي من الممكن أن يحتاجها هي بالتأكيد تلك التي تخص المنهاج الدراسي». 
ويضيف إياد أنَّ غالبية الشباب يُقبلون على «السوشيل ميديا» للحصول عن المعلومات والأخبار في وقت قصير. فالاطلاع على الكتب بأنواعها كافة يستغرق وقتاً طويلاً، بينما يوفر تطبيق اليوتيوب وغيره ما نريد من معلومات من دون الحاجة إلى قضاء أيام حياتي خلف كتاب. ويشير إلى أن «عقلي علمي ولن تفيدني الكتب» وفق تعبيره.  قصة إياد مع الكتب تتعاكس مع عشق نور أحمد للقراءة، والتي تسكن في ديالى، كما ويستهويها أدب الفنتازيا والخيال على الأخص الروايات والقصص الخيالية، وأيضًا تلك التي تغوص في أعماق النفس البشرية، كما تقول إن من الكتاب المفضلين لدى «أسامة المسلم، سنان أنطون، فان جوخ، دوستويفسكي» وغيرهم الكثير.
تجد نور في القراءة المتعة والاستفادة من خبرات الكاتب، وأيضا لترى حقيقة الأشياء كما يجب، ولأن حياة واحدة لا تكفي، وهي تضيف: أنا اقرأ لأعيش في عالم آخر، غير هذا الذي يحاصرني، وكما قال تعالى «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، بالفعل «أنا أومن أن قارئ اليوم قائد الغد». 
وأما عن وقتها الذي تقضيه في القراءة، فتشير نور إلى أن أوقات القراءة ليست ثابتة أو مثاليَّة، «أحيانًا أقرا عبر هاتفي النقال لضيق الوقت، وأخرى عن طريق الكتب الورقيَّة التي احتفظ بها داخل مكتبتي».   ترى نور أنّها تفعل ذلك وسط كومة من الالتزامات والمسؤوليات، «أنا أعمل في مصنع للخياطة، وحين أكتشف عدم قدرتي على التركيز بعملي، أهرب إلى حيث الكتب، حيث أجد نفسي داخل عوالم وددت لو أنني عشت داخلها يومًا ما». 
وقد تختلف أسباب عدم القراءة عند الشباب بداية من الشعور بالعجز أو الملل وليس نهاية بوصف فعل القراءة من الممارسات التي تغيرت نتيجة صعوبة الحياة، كما يعتقد أمير حسن، الذي يسكن في محافظة كربلاء. أمير لا يقرأ الكتب ولا يتذكر آخر مرة أمسك فيها كتاباً وتصفّحه، ويرجّح السبب في ذلك إلى حياته المكتظة، يقول إنني «أعيش في منزل مع سبع أفراد، مسؤول أنا عن حياتهم، ففي كل يوم أخرج مُنذ الفجر وحتى التاسعة مساء، لأجل أن يكملوا حياتهم كما يجب، وليحصلوا على تعليم جيد». 
ويضيف: أحياناً اقرأ بعض النصوص القصيرة عبر مواقع التواصل، نصوص ومنشورات أجدها تشبهني كثيراً، كما لو أن كاتبها كان ينظر إليَّ فتبادرت الكلمات إلى ذهنه.
ويعتقد أنَّ القراءة عالم خاص ليس ثمة عالم أجمل منه، ويشير إلى أنه لا يملك من الوقت سوى ساعات قليلة، يستغلها ليريح بها جسده في النوم والاسترخاء، ويبتعد قليلًا عن المشكلات التي تحدث داخل عمله طوال الوقت. ويقول: في السابق كنت أتمنى أن يكون لديّ مكتبة كبيرة وسط المدينة، لأجل أن يقرأ الجميع، ونصنع مجتمعاً يعرف كيف يتحدث بعقلٍ واعٍ، آمل الآن أن أجد القليل من الوقت لأقرأ الكتب التي أُحب.