عباس السلامي

ثقافة 2022/06/02
...

هذا أنا
 
أنا عباس السلامي ولدتُ في بابل في 25/ أيلول /1957، في قرية تتهادى على شطّ الحلة. اسمها « العتايج». أكملتُ فيها دراستي الابتدائية، ولإكمال ما بعدَ الابتدائية، كان لزاماً علينا نحن أبناء القرى أن نقصد مركز الحلة، لإكمال دراسة المتوسطة والإعدادية في ثانوية الفيحاء، لأنها الثانوية الوحيدة والقريبة، إذ لا تبعد كثيرا عن بيتنا.
 ظلت الفيحاء إلى اليوم ذلك الصرح المضيء في مخيلتي، تشدني إليها الذكريات، أمر عليها كل يوم، وفي ذهابي وإيابي ألقي عليها السلام، أكبر صدمة في حياتي شكّلها قبولي في كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة بغداد التي تتعارض ورغبتي بل عشقي لدراسة اللغة الانكليزية في كلية التربية التي حرمت منها لعدم حصولي على استمارتها الخاصة، كونها ضمن الكليات المقفلة بقبولها للبعثيين فقط! أقسى فقد هو موت أخي علي وأنا بعيد عنه، قسوة هذا الفقد تضاعفت لسببين الأول لأنه أخي الوحيد، والثاني رحيله المبكر وهو في بداية مشواره مع الحياة! 
أجمل ما في الحياة هو أن يأتي الحب، قد يأتي في البدء فنسميه بالحب الأول وقد يأتي متأخرا، لكنَّ الأهم هو أن يأتي ونحظى به، هناك فرحتان في حياتي الأولى هو سفري إلى اليمن في نهاية تسعينيات القرن المنصرم وتعاقدي للعمل كمدرس في مدارسها، والفرحة الثانية هو اقتراني بأنعام التي أسأل الله أن يبقيها الأنيسة لوحشتي، والرفيقة لما تبقى من العمر. 
أحب الوفاء وأكره الغدر، أكثر ما أخشاه هو الفقد.. يغضبني النفاق، وأخاف من الفوضى، لا يمكن أن أموت من أجل فكرة ما مهما كانت ربما يحصل ذلك وأموت من دون رغبة مني، أما الجنة فليس باستطاعتي رسم صورة لها في مخيلتي، أول كتاب قرأته في حياتي هو (أحلى عشرين قصيدة حب) لفاروق شوشة. أول من بثَّ فيَّ روح التواصل مع الشعر هو الشاعر الكبير محمد حسين آل ياسين الذي حظيت بأن أكون من طلابه في المرحلة الأولى، الشاعر/ المعلم الذي درسنا مادة اللغة العربية في كلية الإدارة والاقتصاد جامعة بغداد عام 1978.
مشواري الحقيقي مع الأدب بدأ من اليمن، فلصنعاء فضل كبير عليَّ، من صنعاء كاتبت مجلات عربية منها الرافد على سبيل المثال فجاءتني رسائل عدة منها بالموافقة على نشر نصوصي. وقد تحقق لي النشر فيها وفي صحف ومجلات يمنية. كما شكل قربي من شعراء اليمن واطلاعي على تجاربهم الرافد المهم لإثراء تجربتي. 
صدرت مجموعتي الأولى (دموع على بوابة الحلم) على نفقة وزارة السياحة والثقافة اليمنية على هامش فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004.
وعن دار عبادي للطباعة والنشر في صنعاء صدرت مجموعتي الثانية (رماد الألق) عام 2005، مجموعتي الثالثة (غواية الصلصال) صدرت عن دار رند في دمشق عام 2010.
مجموعتي الرابعة (هذيانات عاقلة) صدرت عن دار تموز في دمشق عام 2011. مجموعتي الخامسة (رماد لا تشير إليه البوصلة) صدرت عن دار النسيم في القاهرة عام 2014. مجموعتي السادسة (من خرم أبرة) صدرت عن مؤسسة أروقة في القاهرة عام 2015، مجموعتي السابعة (ذاكرة عذراء) صدرت عن دار النسيم في القاهرة عام 2016، مجموعتي الثامنة (غرقى في سراب) صدرت عن دار النخبة في القاهرة عام 2017، وعن دار النخبة أيضا صدرت مجموعتي التاسعة (أمطرني بالضوء فأنا أخجل من عتمتي) عام 2021.