سميا صالح

ثقافة 2022/06/12
...

هذه أنا 
 
أنا سميا صالح مواليد دمشق (17/ 7/ 1973).. أحبُّ تكرار العدد سبعة في تاريخ ميلادي؛ فهو جالبٌ للحظ كما قالت ليَ العرَّافةُ يومًا.. تنقلتُ في دراستي بين العاصمة دمشق في الطفولة وبين مدارس الساحل السوريِّ وجامعته في أيام الشباب، فكان البحرُ شاهدًا على تدرُّج لون شعري وتنوع أشعاري وتنقلي بين الأجناسِ الأدبيَّةِ.. أنا خريجة كلية التربية بتقدير جيد جدًّا.. وأعملُ في مجالِ التعليمِ، فكنتُ أمضي جلَّ الليل أرسم أحلامًا تشبهُ قوس قزح لتلامذتي، كان هاجسُ القراءةِ يلازمني منذُ الطفولةِ، وقد أدمنتُ اقتناء المجلات المصورة التي تحكي قصصَ الحبِّ الحزينةَ والتي لا بد أن يموتَ البطلُ أو البطلةُ في نهايتها، فأقبعُ تحتَ حزنٍ دفينٍ أذرفُ دمعةً، وربما أكتبُ بعضَ رثاءٍ وينتهي الأمرُ بتوبيخٍ شديدِ اللهجةِ من والدتي التي طالما أصرَّتْ على أنَّ هذه الجرائدَ ستجرُّني إلى المجهولِ لا محالةَ. 
كان للروايات المصريَّة الأثرُ الأكبرُ في حياتي، كنت أتتبعُ أثر إحسان عبد القدوس، فأعدتُ قراءةَ (في بيتنا رجلٌ) أكثرَ من مرةٍ، ثم (ليالي ودموعُ أطياف) ليوسف السباعي، و(عصر الحب) لنجيب محفوظ و(قصة حب) ليوسف إدريس. وكانت المحطة الأهم والأكثر ذرفًا للدموع حين اعتكفتُ في غرفتي خلفَ سريرٍ ضخمٍ لقراءةِ رواية (لقيطة) وهيَ إحدى أبرزِ الرواياتِ التي كتبَها الأديبُ المصريُّ محمد عبد الحليم عبد الله يتحدثُ فيها عن ليلى اللقيطةِ التي عاشَتْ طفولتَها بأحدِ الملاجئِ ثمَّ تحدثَ عن مرحلةِ خروجِها منه وعيشِها الحياةَ العاطفيَّةَ والمهنيَّةَ قبل أن تتوفى جراءَ خطأٍ طبيِّ. في الثانويةِ العامةِ صار ميلي نحوَ الأدبِ الغربيِّ واضحًا، فكانت روايةُ (الحب في زمن الكوليرا) لـ (غابريل غارسيا ماركيز).. أولَ عملٍ أدهشُ به. كتبتُ في مجلةِ الحائطِ أولَ مرةٍ ولم أتجاوز العاشرةَ بعدَ مشاركتي في مسابقةِ الروادِ في مادةِ التعبيرِ. كتبتُ الشعرَ بأوزانِه وبحورِه وموسيقاهُ وتفعيلتِه ونثرِه، ورغمَ تعلّقي بالشعرِ إلّا أنّني تجرّأتُ وخضتُ غمارَ العملِ الروائيِّ فكانَ آخرَ أعمالي الأدبيَّة روايتي (قلبان لوطن واحد). الفقد الأقسى في حياتي كانَ باستشهادِ أخي أحمدَ الشابِّ الطيبِ النقيِّ. أما فرحتي الكبرى فكانت بخبرِ صدورِ ديواني الأولِ (كوردةٍ هكذا تمامًا).. أكثرُ شيءٍ أحبُّهُ في الحياةِ هو البحرُ؛ فهو صديقي وكاتمُ أسراري ورفيقُ صباحاتي الرياضيَّةِ. أكثر ما أكرهُهُ هو تدخلُ الناسِ في شؤونِ الآخرين، أتخيّلُ الجنةَ مقاعدَ مطعمةً بالياسمينِ، يجتمعُ فيها الشعراءُ ليكتبوا أحلامَهم.. أكثرُ شيءٍ أخافُ منه الحربُ، الحربُ التي دمّرَتْ سوريتَنا فمتنا مثنى وثلاثَ ورباعَ وما ملكَتْ يمينُ مَن يضغطُ على الزنادِ. ويغضبُني تبدلُ الوجوهِ بينَ ليلةٍ وأخرى.. أنا لستُ من أنصارِ الموتِ لأجلِ فكرةٍ حتى وإنْ كانَ هذا الموتُ سيغيرُ شيئًا. ويحزنُني الدمارُ الذي خلّفَتْهُ الحربُ في بلدي الذي كانَ وما زالَ يضجُّ بالجمالِ الربانيِّ. أكتبُ الشعرَ الفصيحَ والنثرَ والروايةَ. وأنا من أنصارِ ردمِ الهوةِ بينَ الأجناسِ الأدبيَّةِ. أصبتُ بالخيبةِ جراءَ الصراعِ السوريِّ السوريِّ، والبعد بينَ الأصدقاءِ والشعراءِ خاصةً. ما زلتُ أحبو على ضفافِ الشعرِ، أديرُ منتدى بانياسَ الثقافيَّ الذي يستضيفُ النخبةَ من الأدباءِ، في كلِّ أسبوعِ جلسةٌ غنيَّةٌ سواءٌ بالشعرِ أم بالقصةِ أم بمحاضرةٍ ...الخ. لديَّ سبعُ مجموعاتٍ شعريَّةٍ وروايةٌ ومجموعةٌ قيدُ الطبعِ.