وسام وليد

ثقافة 2022/06/13
...

أنا وسام وليد صبري النصراوي أو كما يَحِبُ أُسْتاذي الشاعر صلاح السيلاوي أن يَطلق عليَّ (وسام صبرائيل). سَأدخل في الواحد من حزيران السنة التاسعة والعشرين.
في عام 2010 درستُ في جامعة الكوفة، كلية الآداب في قسم الفلسفة وتخرجتُ منها بعد أربع سنوات في عام 2014. كان أول كتاب قرأتُه من بعد الكتب السماوية رواية (الساعة الخامسة والعشرون) للكاتب الروماني قسطنطين جورجيو، والذي نصحني بقراءة هذه الرواية هو الشاعر إياد حياوي استاذي الذي زرع فيّ بذرة الشعر. أما أول نص نُشر لي كان في جريدة (صباح كربلاء) في عام 2020 بداية أيار على ما أظن، عنوانه (ذاكرة الرياح). أما آخر كتاب وما أزال بصدد قراءته هو (علم النص) للفيلسوفة جوليا كرستيفيا.
أكبر صدمة لي كانت غريبة بعض الشيء، ولكن كثيراً ما أُفكر بها وهي هذه (الحياة).. تخيل معي بأن هذه البضع سنوات التي نقضيها في كد وتعب نعيشها بكامل تفاصيلها وهي بمجملها ليست لنا ولن نأخذ منها ما نريد في الحياة الأخرى.. ماذا أجد أكبر من هذه الصدمة؟
أما عن أول حبّ لي فهو في المرحلة الجامعية، حيث كنتُ مُنافساً لها في مقاعد الماجستير، ولكن للأسف قلبي خفق في الامتحان التنافسي.. قضى الليل مشغولاً بها ولم يكتب أي شيء في ورقة الامتحان.. هي أخذت الماجستير في الفلسفة، وأنا أخذتُها زوجة لي.. فيلسوفة لي. أقسى فَقْد هو أنّي يوما ما قد أفْقد نفسي وأتركها على أهوائها تعبث بي حيث ما تشاء. 
أكبر فرحة لي هي عندما أخبروني بأني رزقت بـ (درة) ونادوني كي أحملها على ذراعي.. لم أستطع أن أتمالك نفسي حينها أبداً... أما أكثر شيء أُحبه فهم أهلي، وأعني أبي وأمي وأخوتي وأكره كل من يسيء لهم. 
الجنة هي فكرة ميتافيزيقية تتكور في أذهاننا وتنمو على معتقداتنا، لذا يمكن أن أتصورها هي فكرة الله، وربما يخال لي شكلها مثل بستان مليء بما وعدنا به.
أخاف من نفسي كثيراً.. أخاف أن أتركها من دون حساب وعقاب، فأنا خيال، وهذه النفس هي حصاني إذا لم أروّضها بصورة صحيحة، جمحت عليَّ، ولم أستطع أن أسيطر على رغباتها المتقلبة بين الحين والآخر. الغضب بالنسبة لي صفة سيئة جداً ولا أحبها، ولكن في مرّات قلائل أغضب ولا أعي ساعتها.
أستبعد جداً أن أموت من أجل فكرة واحدة.. فكرة يقينيَّة لا غير ذلك. بدأ مشواري الإبداعي وأنا في المرحلة الأُولى حين دخلت عالم الفلسفة، شعرت أني الآن ولدت.. أني الآن قبضت على كينونة الوجود وكنهه. 
قريباً ستصدر لي المجموعة الشعرية الأولى بعنوان (ما عادت الألوان تكفي)، هي قيد الطباعة وأنا حالياً أعمل على المجموعة الثانية التي ستكون مغايرة عن الأولى، لأني وجدت نفسي بها
كثيراً. 
نظرتي تجاه عالمي الكتابي وأحلامي معقدة بعض الشيء، لأنني أحياناً لا أفقه هذا العالم الغريب الذي يجعلني واضحاً في كتابة نص رقيق وشفيف وبَيّن، وتارة أجدني في عالم ضبابي تشوبه الرمزيَّة العالية التي لا أحب الإفراط فيها، ولكن أحب وقعها الداخلي على كتابتي، أما أحلامي في الكتابة كبيرة، ولدي طموح آخر إضافة للشعر، وليس أن أترك الشعر (الشعر مثل الهواء أتنفسه
ويتنفسني).