نوفل الناصر

ثقافة 2022/06/13
...

هذا أنا
 
أنا نوفل الناصر بلغت من العمر (44) محطة، درست الابتدائية في قرية نائية سمراء (اصبيح) على ضفاف دجلة، وأكملت دراستي الإعدادية في ناحية الزاب، ثم البكالوريوس والماجستير في جامعة الموصل، والدكتوراه في جامعة تكريت متخصصاً في الأدب الحديث، قراءتي بدأت مع المجلات وصولاً إلى روايات نجيب محفوظ، وتأثرت بالكاتب الروائي ابراهيم ناصر في روايته (شواطئ الدم شواطئ الملح)، آخر كتاب قرأته (الحياة الجديدة، عودة إلى يوميات برجوازي صغير). أول نص نشرته كان في القصة القصيرة بعنوان (زغاريد)، حصل على المرتبة الثانية في إحدى المسابقات الأدبيّة. 
أكبر صدمة في حياتي بعد أن أدركت الحياة وفهمت أن رحيل والديّ وأنا في سن السادسة لم يكن رحيلاً مؤقتاً.. أول حب ضاع على حواف القرى حيث السنابل والفراشات، أما أقسى فقد هو فقد الأم في سن مبكر. 
أكبر فرحة هي التي لم ندرك ملامحها على حين حزن دائم.. أحب الصدق والوفاء وأكره النفاق جداً، أتخيل الجنة وهي مملوءة بالصادقين والأنقياء الذين يحبون الإنسانيّة على مختلف مجالاتها، أخاف الرحيل والمجهول والفراق، وما يشير إلى النهايات.. ويغضبني الرياء والتلوّن فهما مبعث الكره والعداء. 
الفكرة باب المبدأ والحياة بلا مبادئ لا طعم لها، لذا الموت على المبدأ كرامة وحياة، والفكرة جوهر الإنسان على أن لا نؤمن بفكرتين متناقضتين. 
مشواري الإبداعي بدأ مع الكتابة الحرة المتمثلة بالخواطر وقصيدة النثر وبعض القصص ومن ثم القصيدة العموديَّة، صدرت لي مجموعة شعريَّة ونثريَّة بعنوان (أوراق من خريق مكحول) وكتب في النقد بعنوان (الحوار في شعر عبدالله البردوني، فتنة السرد، كتاب مشترك، ولميعة عباس عمارة المرأة الشاعرة، مشترك) ولديَّ الكثير من البحوث والمقالات المنشورة في النقد. 
نظرتي صوب كتابتي تتمثل بالرؤية الفلسفيّة التي تأخذ بي إلى بعض من اليقين المطلق، وها أنا أحث قلمي ورؤاي صوبها بحثاً عن الحياة الحق، التي تمنحك الهوية حيث الذات نقاء.. أحلامي مازالت مؤجلة خوف أن أكون قد استعجلت فيضيع منها الكثير، فالأحلام لا تنتهي وأنت تتأمل الحياة وتدركها ببعد آخر وبمنظار آخر.. أما خيباتي فربما لم تكن جوهريّة بقدر حضورها في تفاصيل مثلت مقتبل العمر، الحزن رفيق دربي منذ السنوات الأولى حيث الوحدة هي الملاذ والحنان هو الحلم والمسافات هي الرؤى والطفولة هي الوجع.