تسويق المستقبل

آراء 2022/06/14
...

  يوسف نمير
 هناك تفاؤل هائل وكبير لدى كثير من الناس اليوم بشأن العلم، والذي أصبح يكتشف أشياءً جديدة بمعدل متسارع في هذا الزمن، يقرأ العديد من الأشخاص العاديين سواء المهتمين وغير المهتمين منهم حتى عناوين الأخبار.
 
حول الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة وشاشات الهواتف الذكيَّة القابلة للطي، وأجهزة الكمبيوتر الكمومية، ويعتقدون أن هذه اكتشافات علمية جديدة، وعلينا أن نقبل أنه لا يوجد عدد لا حصر له من القوانين الفيزيائية (او غيرها)، ليتم اكتشفها، فمن المرجح أننا تجاوزنا منتصف الطريق منذ وقت، ليس ببعيد كثيرا، ولافائدة من القول بأن الاغريق أيضا قبل 2500 عام كانوا يعتقدون ذلك، فالمزيد من المعرفة يمنحنا أيضا معرفة أفضل بما لا نعرفه. نحن ننظر حولنا في الكون، وعلى الرغم من وجود أشياء لا نعرفها. الا أنه يمكن التعرف عليها وغالبا ما يكون لدينا بعض الأفكار. في غصون ذلك، تشرح أفكارنا 
وقوانيننا ونظرياتنا الغالبية العظمى من الظواهر في الطبيعة، بدرجة مذهلة من الدقة بواسطة العلم.
فالعلم أصبح ظاهرة تسويقية بشكل كبير في عصرنا الحالي، فضلا عن كونه أكبر أداة معرفية نفعية في مكافحة الكوارث البيئية التي تهدد مستقبلنا، ولكونه الوحيد الذي يقدم الأفضل للمجتمعات البشرية المتحضرة التي أصبحت بحاجة ماسة اليه. وكونه على الأقل يفسر الأشياء على طبيعتها بعيدا عن الخرافات البشرية المتمثلة بالخوارق والميتافيزيقيات، لذلك أصبح العلم يمثل القيمة الحضارية والسمَّة المميزة للشعوب المتقدمة اليوم.