نفق البكرلي

آراء 2022/06/18
...

  زهير الجبوري 
 
كثيرة هي المواقف والشواهد التي نراها في عراقنا الآن، ولا بد من وقفة متأنية نستنتج من خلالها العوامل التي جعلت من حقيقة هذه المواقف وحدوثها، ولعل سائل يسأل، ما الدافع الذي جعلك تثير هذه المسألة..؟ أقول: إنَّ ما شاهدته في مدينة الحلة، وفي حيّ من أحيائها (حي البكرلي)، ما تقوم به الناس من أعمال ميدانية تخدم المصلحة العامة في مناطقها، السبب الرئيس في ذلك، وهذا ديدن كل عراقي يحب بلده، وللأهالي في هذا الحي الذي يقع مركز مدينة الحلة ولما يمتلكوه من انتماء جذري كبير لمناطقهم، فقد كانت هناك خطوة مباركة تخللت بوجود صندوق (للتبرعات) من دخلهم الخاص وبشكل شهري، وبين الحين والآخر يجتمع الأهالي للقيام بمشروع يخدم مكانا معينا من منطقتهم (بموافقة من الحكومة المحلية)، كان آخرها (نفق البكرلي)، وهو منفذ رئيس لهذا الحي الكبير، فشاهدنا كيف تمَّ ترميمه بشكل لافت للنظر، وهذا ما يؤكد أن الروح البنّاء عند الأنسان العراقي موجود في كل مكان، والنموذج الأمثل ما رايناه بأم أعيننا في هذا الحي الذي يسكنه أناس أطياب.
أما الجانب الآخر في هذا الموضوع، يتمحور حول حضور المواطن وغياب المؤسسة الراعية للخدمات العامة، وأجدني في محك مع الشارع العراقي وللسؤال الجوهري (أين الميزانية التي يمكن أن تتكفل بهكذا مشاريع؟)، أو سؤال عامة الناس (الدولة لماذا لم تبادر هي بهكذا مشاريع.؟ فلوسها قليلة)، اصبح الموضوع جدليا وعاما، ونقص الخدمات في كل محافظات العراق ومدنه أصبح (رأيا عاما)، لأن الفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى (الميديا) تكشف عن مدى تردي الأمكنة، وهي سابقة خطيرة رغم أن معالجتها لا تحتاج إلى صعوبة في التخطيط لها والعمل عليها، خاصة أن هناك عقولاً هندسيَّة راقية في البلد من اصحاب الاختصاص، يمكن الاستعانة بهم والعمل على رسم خارطة لمعالجة النقص الحاصل في كل مكان معين، ولعل تراكم الأخطاء وعدم معالجتها سواء في الموضوع الذي نتحدث فيه او في المواضيع الأخرى، يخلق فوضى لا تنصب في مصلحة البلد.
ولم يكن لنفق البكرلي هذا الاهتمام فحسب، فقد قام عدد من الشباب في فترات سابقة بممارسة هذه الخدمات، من خلال تنظيف الشوارع وطلي الجسور الرئيسية في المدينة، ويبقى السؤال الذي نكرره، أين الحكومة المحلية؟.