أحمد الحربي جواد
في مكان ما في هذا الكون الشاسع يقع كوكب الغرائب، في هذا الكوكب هناك الكثير من البلاد المتطورة والمتقدمة وأرض بكر كبيرة، وهناك أيضا بلاد تعرف بأرض العجائب، هذا الكوكب لا يمت بصلة لكوكب الأرض أو سكانه لا من بعيد أو قريب.
أرض العجائب أرض الخيرات من المعادن والزراعة والثروات المنوعة، لكنها ابتليت بالكثير من الحوادث والمصائب الطبيعية وغير الطبيعية لأسباب شتى، وابتلى جراء تلك المصائب سكانها.
فالبعض يقول إن هناك لعنة مسلطة على أرضنا، والآخر يقول الكلام نفسه، لكنها مسلطة على شعبنا، وهناك من يقول إن التدخلات الخارجية هي السبب، والبعض يقول إن الانقسامات السياسيَّة والفكريَّة وأيضا يوجد من يقسم إن أرض العجائب مصابة بالحسد والعين.
وعلى مر السنين الماضية اجتمع حكماء وأخيار أرض العجائب، واتفقوا أن يطوروا من حال شعبهم وأرضهم وأتفق الرأي أن يزرعوا ويحصدوا الغلة من الحنطة والشعير، لكثرة الطلب عليها ولحاجة البلاد الأخرى والعباد لها.
فكان لهم ما أرادوا وكان الإنتاج وفيرا، وتمَّ خزنه في أماكنه المخصصة، لكن هيهات أن تكتمل الفرحة تربص بهذا المحصول طائر صغير يعتاش على تلك الحبوب، فأكل مئات الأطنان من المحصول وكبد أرض العجائب الملايين من العملات.
ليس هذا فحسب فعندما تم جمع الأموال النقدية لأرض العجائب، وتم خزنها في ما يشبه المصارف لدينا، أتى الفيضان على تلك الثروات وأتلف ملايين الملايين منها وكبد أرض العجائب خسائر
فادحة.
أما أغرب ما مرَّ في تلك البلاد هو داءٌ غريبٌ عجيبٌ لا يصيب إلا المصانع والمعامل الناجحة، والتي تأتي بمردودات هائلة لتلك البلاد، حيث أخذت تلك المصانع والمعامل بالتوقف والإغلاق واحدا تلوا الآخر، دون معرفة السبب الحقيقي، حتى قيل إنها عين تصيب النجاح والناجحين ولا تفرق بين الخلق
والجماد.
وعندما أراد سكان بلاد أرض العجائب أن يختبروا أبناءهم تفاجؤوا بتسرب أوراق الاختبار، التي يجب ان تكون في غاية السرية.
فلا تستغربوا بعدها، فبالرغم من كل هذا تجد أن شعب تلك البلاد يبتسم، بعد أن اقتنع الكثير بأن كل ما يحدث في أرضهم هو بسبب العين والحسد! ولذا استحقت بلادهم اسم أرض العجائب (ومن هل المال حمل جمال)، للحديث بقية... دمتم.