المنسوجات الهنديَّة في متحف جامعة جورج واشنطن

ثقافة 2022/06/27
...

  بقلم: مارك جينكنز
  ترجمة: كريمة عبد النبي
تحت عنوان "المنسوجات الهنديَّة: ألف عام على فن التصميم"، استضافت قاعة متحف جامعة جورج واشنطن معرضاً للمنسوجات الهنديَّة التي لفتت أنظار روّاده نظراً لبراعة تصميمها وألوانها الزاهية. إذ تضمن المعرض أكثر من مئة وخمسين عملاً من أعمال النسيج الهنديَّة والأقمشة الزخرفيَّة.
ولم تقتصر شهرة شبه القارة الهنديَّة على صناعة الأفلام بل سبقتها صناعة المنسوجات والأقمشة الزخرفيَّة بوقت طويل إذ تعدت شهرتها المحليَّة لتصل إلى الأسواق العالميَّة.
وحسب تقرير لصحيفة الواشنطن بوست فإنَّ أعمال النسيج الهنديَّة لاقت ولا تزال رواجاً كبيراً، وأن معظم هذه الأعمال يتم عملها بناءً على طلب سوق المنسوجات الذي يتعدى الهند ليصل إلى أسواق أوروبا ومصر ودول جنوب شرق آسيا؛ لما لهذه المنسوجات من شهرة واسعة نظراً لبراعة التصاميم ودرجة اتقانها الكبيرة التي جعلت الطلب يتزايد عليها يوماً بعد يوم. 
وتعد تصاميم المنسوجات والأقمشة الهنديَّة من العوامل المؤثرة في مخططات دور الأزياء ومصانع الألبسة في جميع أنحاء العالم، إذ تستخدم بيوت الأزياء الكثير من التصاميم الهنديَّة في الأعمال التي تعمل على تصميمها. 
وتقول الصحيفة: "على الرغم من أنَّ الهند نالت شهرة كبيرة في الأعمال السينمائيَّة وتصدير الشاي والتبغ، إلّا أنّها أصبحت لاعباً أساسياً في صناعة الموضة العالميَّة من خلال صناعة النسيج والألبسة التي دخلت دور الأزياء العالميَّة، وخير دليل على ذلك هو زيادة الطلب العالمي على المنسوجات الهنديَّة". 
فضلاً عن أعمال النسيج الهنديَّة المعروضة، يقوم المتحف بعرض قطع قماش هنديَّة بتصاميم خاصة تمت صناعتها في الهند بطلب من بعض المهتمين بشراء تلك الأقمشة الهنديَّة في أندونيسيا. 
ويطلق على مثل هذه القطع من الأقمشة اسم "ماتا هارتا" وتعني "عين اليوم". 
وكلمة "ماتا هارتا" مأخوذة عن اسم جاسوس معروف في الحرب العالميَّة الأولى باسم "ماتا هارتا" وهو اسم لامرأة هولنديَّة أخذته بعد أن عاشت في أندونيسيا. 
وهذه المعروضات هي واحدة من مجموعة قطع أقمشة معروضة في المتحف بعد أن تمت استعارتها من مجموعة كارون ذاكار في لندن والمهتمة بجمع المنسوجات، وأشارت الصحيفة إلى أنَّ قاعة المتحف قامت بتقسيم أعمال النسيج الهنديَّة إلى ثلاثة مجموعات وذلك حسب نوعية تصميمها.
وتقول الصحيفة: إنَّ هذه الأنواع الثلاثة هي التجريديَّة والزهريَّة والتصويريَّة. والنوع الأول، كما ورد في تقرير الصحيفة، فهو "متأصل" في النسيج مع إمكانية تحسين الأنماط الهندسيَّة في هذا النوع لأغراض جماليَّة. أما الزهريَّة فهي تمثل الزهور وهذا النمط هو الأكثرعالميَّة وقد تمَّ تقليدها في أوروبا وأجزاء من آسيا. أما التصميمات التصويريَّة، فهي في الغالب هنديَّة وغالباً ما تتميز بصور دينيَّة.
وقدم النسَّاجون الهنود في هذا المعرض بعض التصاميم اللاهوتيَّة المتقنة التي تصور "راما" وهو إلهٌ هندوسيٌّ، وقطعة نسيج سرديَّة لـ "غانيشا" وهو أيضا إلهٌ هندوسيٌّ ولكن برأس فيل، وقطعة أخرى تمثل الحياة الآخرة، فضلاً عن قطعة نسيج تمثل تقديم قربان إلى ضريح قديس محارب من القرن الحادي 
عشر. 
كما شمل المعرض قطعة نسيج صنعت خصيصا لكنيسة مسيحيَّة تصور السيدة العذراء والرضيع يسوع محاطين بالنجوم والملائكة. ومن بين المعروضات قطعة نسيج تمثل غطاء سرير يصور نمراً يهاجم غزالاً، وقد بدى تأثير الفن الفارسي واضحاً على هذه القطعة من النسيج. 
ويشير تقرير الصحيفة إلى أنَّ تأثير الفن الفارسي على الفن الهندي دخل بعد غزو المغول لمعظم البلاد في القرن السادس عشر مما نتج عنه اندماج التصاميم المغوليَّة بالتصاميم الهنديَّة، وهذا النمط معروفٌ باسم "شينتز" وهو تحريفٌ للكلمة الهنديَّة "شيمت" والتي تعني "مرقط" وأصبح هذا الأسلوب شائعاً في دول أوروبا. 
كما تضمن المعرض مجموعة من الشالات والأوشحة الهنديَّة المخططة بتصاميم تمثل الأشكال الأوليَّة للشمس والأرض.
ومما يميز المنسوجات الهنديَّة المعروضة هو استخدامها للونين الأسود والأخضر إلى جانب اللون الأزرق. 
ومتحف النسيج في واشنطن هو جزءٌ من متحف جامعة جورج واشنطن تمَّ تأسيسه من قبل جورج هيويت مايرز، وهو أحد أبرز جامعي التحف، في عام 1925. 
ويقول تقرير الصحيفة إنَّ المتحف يعني بتوسيع المعرفة العامة، محليَّاً ودوليَّاً، بالمزايا الفنيَّة والأهمية الثقافيَّة. 
 
عن صحيفة الواشنطن بوست الأميركية