ريسان الخزعلي
في كل ثلاثين من حزيران، تمرُّ ذكرى الثورة العراقية، ثورة العشرين، ففي هذا اليوم من عام 1920 كان العراقيون على موعدٍ مع شرار ثورة، هي الثورة الأولى في تاريخهم الحديث مطلع القرن
العشرين.
ومن/ الرميثة/ تحديداً كان ذلك الشرار يُبرق ويُضيء عتمة تراكمت بفعل الاحتلال الانكَليزي، الذي جاء على انقاض ما يُسمّى الامبراطورية العثمانية.
إن العراقيين أدركوا زيف القول (جئنا محررين لا فاتحين)، وفكّوا طلاسمه بسحر ثورتهم تلك.
وكان رجال الدين المجاهدون مدفوعين بوعي نضالي وطني، يستلهم القوّة الروحية الكامنة في جوهر الدين ضد الاحتلال والظلم ومصادرة الوجود الانساني الحر، يُشيرون إلى الضرورة الحتمية في المواجهة، يساندهم شيوخ العشائر النجباء، وكل أبناء الشعب العراقي الغيور من الجنوب إلى الوسط والشمال، في تدافع مقاومة وتضحية قل نظيره، من أجل الحرية والاستقلال والكرامة، وما يرتبط بهذه المسميات
النبيلة.
كان الشعب العراقي في وحدة نضالية تاريخية، صحا عليها الانكَليز بأسلحتهم المتطورة يوم ذاك، في مواجهة استبسال بأسلحة بسيطة تمسكها القلوب قبل الأيادي.
وإلى الآن يرى المخيال الشعبي، إن دوار الرؤوس لم يصح من (دوخة المكَوار) وأصابع (الفاله): رد فالتنه اعتازيناهه، مشكول الذمة اعله الفاله.
لم يكن السلاح البدائي في المواجهة فحسب، بل كانت الأهازيج الحماسية والأشعار الشعبية الثورية سلاحا جديدا ابتكره الثوّار.
نعم لقد جسّد الثائرون علامة الثورة الأولى جسدياً وفكرياً وأدبيا.
تغنّى/ الجواهري/ الكبير بتلك الثورة إيمانا وتضامنا، وكتب عنها وفيها قصيدتين، نشرتا في الجزء الأول من ديوانه (طبعة وزارة الثقافة 1973)..،
الأولى بعنوان (ثورة العراق)..، والثانية بعنوان (الثورة العراقية).
وقد كان للثانية وقع قويٌّ في الأوساط المجتمعية عامة.
كان الشاعر آنذاك يُقيم في مسقط رأسه/ النجف، لا يبرحها.
وقد عبّر الشيخ المجاهد مهدي الخالصي – أحد زعماء الثورة – عن تأثره بهذه القصيدة، وقدّم للشاعر هدية ثمينة.
يقول الجواهري في مطلع القصيدة:
لعل الذي ولّى من الدهر راجع.. فلا عيش إن لم تبقَ الّا المطامع
إلى م التواني في الحياة وقد قضى.. على المتواني الموت هذا التنازع
ستأتيك ياطفل العراق قصائدي.. وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
وبالعراقي، حدّثني يوما شيخ، كان أبوه قد شارك في ثورة العشرين، بعد أن أسمعته قصيدة الجواهري، قائلاً: ترَه قصيدة الجواهري مثل طكَة المكَوار، اتعادل ضربة طيّارة ميكَ.. فكْ احروف (مكَواري) أمن الهوسة (الطوب أحسن لومكَواري) إو شوف، مو چنهه.. ميكَ واري..!..، المجد كل المجد لثورة
العشرين.
في كل ثلاثين من حزيران، تمرُّ ذكرى الثورة العراقية، ثورة العشرين، ففي هذا اليوم من عام 1920 كان العراقيون على موعدٍ مع شرار ثورة، هي الثورة الأولى في تاريخهم الحديث مطلع القرن
العشرين.
ومن/ الرميثة/ تحديداً كان ذلك الشرار يُبرق ويُضيء عتمة تراكمت بفعل الاحتلال الانكَليزي، الذي جاء على انقاض ما يُسمّى الامبراطورية العثمانية.
إن العراقيين أدركوا زيف القول (جئنا محررين لا فاتحين)، وفكّوا طلاسمه بسحر ثورتهم تلك.
وكان رجال الدين المجاهدون مدفوعين بوعي نضالي وطني، يستلهم القوّة الروحية الكامنة في جوهر الدين ضد الاحتلال والظلم ومصادرة الوجود الانساني الحر، يُشيرون إلى الضرورة الحتمية في المواجهة، يساندهم شيوخ العشائر النجباء، وكل أبناء الشعب العراقي الغيور من الجنوب إلى الوسط والشمال، في تدافع مقاومة وتضحية قل نظيره، من أجل الحرية والاستقلال والكرامة، وما يرتبط بهذه المسميات
النبيلة.
كان الشعب العراقي في وحدة نضالية تاريخية، صحا عليها الانكَليز بأسلحتهم المتطورة يوم ذاك، في مواجهة استبسال بأسلحة بسيطة تمسكها القلوب قبل الأيادي.
وإلى الآن يرى المخيال الشعبي، إن دوار الرؤوس لم يصح من (دوخة المكَوار) وأصابع (الفاله): رد فالتنه اعتازيناهه، مشكول الذمة اعله الفاله.
لم يكن السلاح البدائي في المواجهة فحسب، بل كانت الأهازيج الحماسية والأشعار الشعبية الثورية سلاحا جديدا ابتكره الثوّار.
نعم لقد جسّد الثائرون علامة الثورة الأولى جسدياً وفكرياً وأدبيا.
تغنّى/ الجواهري/ الكبير بتلك الثورة إيمانا وتضامنا، وكتب عنها وفيها قصيدتين، نشرتا في الجزء الأول من ديوانه (طبعة وزارة الثقافة 1973)..،
الأولى بعنوان (ثورة العراق)..، والثانية بعنوان (الثورة العراقية).
وقد كان للثانية وقع قويٌّ في الأوساط المجتمعية عامة.
كان الشاعر آنذاك يُقيم في مسقط رأسه/ النجف، لا يبرحها.
وقد عبّر الشيخ المجاهد مهدي الخالصي – أحد زعماء الثورة – عن تأثره بهذه القصيدة، وقدّم للشاعر هدية ثمينة.
يقول الجواهري في مطلع القصيدة:
لعل الذي ولّى من الدهر راجع.. فلا عيش إن لم تبقَ الّا المطامع
إلى م التواني في الحياة وقد قضى.. على المتواني الموت هذا التنازع
ستأتيك ياطفل العراق قصائدي.. وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
وبالعراقي، حدّثني يوما شيخ، كان أبوه قد شارك في ثورة العشرين، بعد أن أسمعته قصيدة الجواهري، قائلاً: ترَه قصيدة الجواهري مثل طكَة المكَوار، اتعادل ضربة طيّارة ميكَ.. فكْ احروف (مكَواري) أمن الهوسة (الطوب أحسن لومكَواري) إو شوف، مو چنهه.. ميكَ واري..!..، المجد كل المجد لثورة
العشرين.