بوتين شيوعي

آراء 2022/07/05
...

 عدنان أبوزيد
 
في 23 مارس/ اذار 2022 رفع أنصار الحزب الشيوعي في روسيا صورة الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين خلال تجمع حاشد في موسكو، وقد تماهى ذلك مع حملة إعلامية غربية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصفه بأنه “شيوعي الباطن». 
يعتقد الكثير من الروس إن الرأسمالية جلبت لهم وفرة سلع وورق تواليت وماكدونالدز، لكن ذلك لم يعد يشعرهم في أنهم دولة قوية كما في الحقبة الشيوعية.  افتُتح أول مطاعم ماكدونالدز في ميدان بوشكين العام 1990 في تحول إلى الرأسمالية الغربية، وانطلق الروس مثل الطيور في الفضاء، معتقدين أن الحرية وحدها كفيلة ببناء دولة عظيمة.
اليوم، فان بوتين قرر اغلاق 850 مطعمًا لماكدونالد، بينما راح الشيوعيون ينغزون خوالج مواطنيهم، ويذكرونهم بأيام الفخر.
الغالبية الروس، تؤيد حرب بوتين على أوكرانيا، وتجز أن ستالين لو كان حياً لاجتاح أوكرانيا في ثلاثة أيام، وأجبر الغرب على الجلوس على الطاولة.
وروسيا اليوم ليست رأسمالية محضة، اذ تجاوزت الخطوات المتعثرة في غمضة عين منذ أواخر الثمانينيات لتطوير مجتمع مفتوح، كما انفصل اقتصادها عن الغرب. وبوتين لا يرسل الملايين إلى معسكرات العمل، كما فعلت الشيوعية، فهو يحاول أن يسلك النهج الصيني في البناء.
الروس يسألون: الصين رفضت الرأسمالية ورسّخت عقيدتها الشيوعية بالفوز، فلماذا حصل الارتداد لدينا، أما بوتين فقد استخدم الأسبوع الماضي مصطلح (الامبريالية)، الذي طالما وصف فيه الشيوعيون، الغرب الرأسمالي.