الأزمات تولد من رحم المؤامرات

آراء 2022/07/05
...

 غازي فيصل 
عادة تكون حياكة المؤامرات وصناعتها تحتاج إلى أجواء هادئة، وابتعاد كامل عن أعين المراقبين وعدسات الملاحقين، وهذا لا يتحقق الا بوجود أزمة أو حدث نوعي يبعد الأنظار والتوجهات عن صناع المؤامرة، وخطوطها الحقيقية ويجعلهم في مأمن عن أي خطر أو فضيحة مستقبلية، فالأزمة المفتعلة لها قوى صنع تقوم بصياغتها وإعدادها، من خلال توزيع الأدوار على القوى المشاركة، وتهيئة البيئة التنظيمية اللازمة، وتقديم المبررات الكافية لتعزيزها، والتصعيد في توتير الأجواء إلى حين تحقيق الهدف من افتعال الأزمة.
 
من الطبيعي أن يكون لكل سلوك غاية، ولا بدَّ أن يكون للطرف المفتعل للازمة أهداف يسعى لتحقيقها يمكن حصرها، بتمويه وإخفاء المشكلات الأساسية الموجودة بالفعل، حيث إن الأزمة وتأثيرها تجعل المستهدفين ينهمكون بالتفكير، تنفيذ المشاريع عن طريق افتعال اختناقات وانسدادت وهمية، لكي يلفت نظر الرأي العام والمستهدفين لقضية يصعب الاهتمام بها في الظروف العادية عادة ما تكون الأزمة شاملة وفوضوية لدرجة يصعب استيعابها بكليتها، ويحاول الناس جاهدين فهم ما يحصل خاصة في بداية الأزمة، مما يولد لدى المواطنين الشعور بعدم الأمان وتثأرالكثير من التساؤلات، وبعد ذلك يتحول إلى الشعور باليأس والفزع والغضب والإحباط. الذي يحصل في العراق ما بعد إسقاط النظام هي مؤامرة وأزمات متتالية، وكل سنة تتجدد وبصورة أعنف من السنة التي سبقتها. والضحية ثروات العراق ودماء شعبه. ولكن المتتبع لمجريات الأحداث في العراق يستخلص حقيقة الأمر صناع الأزمات والمؤامرات، منذ تأسيس العملية السياسية في العراق، لم يكن الهدف بناء العراق ولم يكن بناء الإنسان العراقي، الذي عانى سابقاً من تهديم الفكر،وعلى هذا الحال والمنوال ما أن يقوم الشعب من أزمة مفتعلة، الا ويقع في أزمة أخرى أقل ما فيها أنها تهمش العقول وتدعو للخمول وتعود بالبلاد أعواما أخرى إلى الوراء، تعودت الأحزاب المتنفذة والحكومات المتعاقبة على صناعة الأزمات، لتكن وسيلة لتحقيق أهدافهم المرسومة لعبوره، حيث الغايات النهائية لتحقيق مشاريعهم الفئوية الضيقة، فالمؤامرات هي التي تجلب الأزمات للاستمرار لتهديم ما تبقى من انقاض الوطن المحطم، وسلب ما تبقى من ثروات، ولا يمكن معالجة مسلسل الأزمات والتخلص من اختناقاتها ما دام اتخذوا من المؤامرة على العراق جسراً للعبور، الأمر لا يشكل التباساً في فهم ما يحصل، فالأزمات تولد من رحمها المؤامرات وليس العكس.