أ.د.جاسم يونس الحريري 

 

تعتبر صلاة الجمعة ذات أهمية في الدين الاسلامي بعد ذكرها في القرآن الكريم، والأمر بالمحافظة عليها قال تعإلى "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، (الجمعة: 9)، وقد أكد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أهمية تنظيم صلاة الجمعة الموحدة يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر ذي الحجة 1443هـ والموافق الخامس عشر من شهر تموز/ يوليو 2022 وأكد ((إيلاء أهمية خاصة لهذا التجمع المبارك الذي يذكر بأيام الله ويدعو إلى إعلاء كلمته سبحانه وتعالى، ونبذ كل أشكال الظلم، ولما للذكرى ارتباط وثيق في ضمير الشعب العراقي، كونها وصية السيد محمد الصدر(قدس سره)). وكتب القيادي في التيار الصدري حسن العذاري في تدوينة له، إذ يقول "كانت صلاة الجمعة من أهم أهداف الرسول الأعظم التي عمل على إقامتها، وترسيخها في الامة لما لها من أهمية، وتأثير في إصلاح المجتمع حتى أكرمها الله بسورة أسماها سورة الجمعة وعمل أمير المؤمنين على إقامتها"، وأضاف "وها نحن اليوم في مرحلة جديدة من إدامتها بعدما أحياها لنا شهيدنا الصدر في عصرنا هذا بل كانت أحد الاسباب التي ضحى من أجلها".

 

المعاني والدلالات لصلاة الجمعة الموحدة:

1 - تعتبر هذه الصلاة جامعة لكل أطياف الشعب العراقي، لا سيما أن هناك مشاركة واسعة من المواطنين من جميع محافظات العراق للحضور والمشاركة في الصلاة، فهذا بحد ذاته تدعيم، وترسيخ لمبادئ الوحدة الوطنية على أسس وطنية خالصة، وليست على أسس طائفية وعرقية التي خلقها الاحتلال الأميركي عام 2003 عبر ترسيخ المحاصصة الطائفية والعرقية.

2 - تمثل هذه الصلاة رسالة واضحة على قوة، وشعبية، وكارزمية السيد مقتدى الصدر في تعبئة الشارع العراقي لنبذ الظلم، والتسلط والدعوة نحو الاصلاح والقضاء على الفساد.

3 - تغيير ثقافة المواطن العراقي التي ضخت اليه ثقافة المكونات والهويات الفئوية والطائفية والعرقية والعمل على ترسيخ ثقافة وطنية تعمل على بناء الجيل الجديد للتصدي لكل العوامل، التي تعمل على تشظية الشعب العراقي من خلال تصعيد الخطاب الوطني العراقي الجامع لكل الهويات تحت راية موحدة توحد المجتمع العراقي بكل ألوانه واشكاله.