سريلانكا المثال الحذر

آراء 2022/07/20
...

  سعد العبيدي 
هناك في سريلانكا، حشود بشرية طحنها التضخم، وارتفاع الأسعار، قض مضاجع أهلها الفقدان المفاجئ للحاجات الأساسية من الأسواق.
واضطراب الاقتصاد، أقلقتها الشحة القائمة للوقود، ونقص الأدوية، وانقطاع الكهرباء، وهي الجزيرة السياحية العائمة شمال المحيط الهندي، موطن الشاي، كان لها رئيس يحكم بجاه العائلة ونفوذها، وعائلة تحتكر الجاه والسلطة، وفساد استشرى من بين أفرادها لعموم البلاد... مثيرات احباط، وصلت مستوياتها حداً يصعب مقاومة إندفاع مخرجاتها، التي تداعت دفعة واحدة من عقول أهل البلاد، على شكل عدوان، أزاح من طريقه كل معالم التردد والخوف، وحرك العديد من السكان على شكل حشود صوب القصر الرئاسي، ساعين بإصرار الى التخلص من الوضع المحبط، ومن الرئيس السبب الرئيسي للإحباط، ومن ثم إحداث فعل التغيير، وبتحركها دخلت ذلك القصر الحصين، بقوة زخم بشري لا ينفع معها التحذير، ولن تجدي معها مفردات القسوة التي اعتاد عليها النظام، استمرت منتشية بنوع من الانتصار المشوش على ذاتها وعلى النظام، فدخل البعض منها غرف نوم الرئيس، وسبح البعض الآخر من أفرادها في مسبحه الخاص، وجلس آخرون على أرائكه المقدسة، عندها هرب الرئيس الى خارج البلاد، ومن هناك استقال. 
مشهد تمرد انفعالي فوضوي، كونته رواسب الإحباط لسنين عجاف، وعززت من كمه ظروف الحاجة الى حياة أفضل، وعدم الرضا عن الحياة، ونقص الحاجات الأساسية للحياة، يمكن أن يتكرر في مجتمعات أخرى فيها المعاناة متشابهة، وعدم الرضا والنقص قريب، أو ينتقل اليها عن طريق العدوى والتقليد. 
حقيقة يخشى من تكرارها؛ أو تقليدها في العراق الذي تتشابه فيه مقادير المعاناة مع سريلانكا، ويزيد عليها في كم الإحباط، إذا لم يتنبه السياسيون من أولي الأمر الى الواقع القائم، ويحاولوا التخفيف من كم الإحباط، ويقللوا المعاناة، ويفتحوا أبواب الانسداد الموصدة، والأهم على مديات الحاضر والمستقبل، وضع مصلحة الانسان العراقي قبل مصالح الكتل والأحزاب، والتعامل معه انسان محبط ومشاعر يمكن أن تستثار.