«مقالات ورؤى في النور» لعباس البدري

ثقافة 2022/07/24
...

 السليمانية: عذراء جمعة
في الذكرى السابعة لرحيل الكاتب الصحفي عباس باقر البدري أراد إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني وأسرته أن يستذكروه من خلال إصدار كتاب يجمع كل مقالاته وأشعاره التي نشرها طيلة مسيرته الأدبيَّة تحت عنوان «مقالات ورؤى في النور».  
 
والبدري الذي رحل في 14 كانون الثاني 2015 بمدينة السليمانية بعد صراع مرير مع المرض، ينحدر من أسرة كرديّة فيليّة أصولها من مدينة بدرة التابعة لمحافظة واسط، كرّس معظم حياته للتعبير عن معاناة الكرد الفيليين الذين تعاملت معهم حكومة النظام السابق كجماعة ذات أصول إيرانية مشكوك في هويتهم العراقية.
عمل صحفياً في أكثر من جريدة وإذاعة ومؤسسة إعلامية وترأس رئاسة تحرير البعض منها، أغلب نتاجات البدري باللغة العربية وله كتاب «يوميات الانتفاضة» عام 1991، ونشر في عام 2006 الطبعة الثانية منه، ويروي فيه أيام الانتفاضة عبر أثير إذاعة صوت شعب كردستان. 
وفي عام 2006 كان عضوا في هيئة الأمناء التابعة لشبكة الإعلام العراقي واستمر في العمل فيها حتى عام 2010.
احتوى كتاب «مقالات ورؤى في النور» وهو من إعداد برزان عباس البدري وإصدار مطبعة شفان في محافظة السليمانية في الجزء الأول على عدد من المقالات، كان أبرز عناوينها: (ديوان بابا طاهر الهمداني، ذكريات عن كردستان، بيره ميرد الفيلسوف والشاعر الكردي، مشاكل الأدباء، السياسة والشعر، أزمة الشعر الحر، عودة السنونو، تموز والجبل والصحراء، ضحايا تتساقط وزهور حزينة، قديسو وملائكة البندقية، في ليلة العيد، غابت الشمس في سرجنار، حفار القبور في السليمانية، نوروز في سجن نقرة السلمان). 
وكان الجزء الثاني من الكتاب الذي ورد بعنوان «قضايا ثقافية في الصحافة الأدبية» في أربعة فصول، وتناول الأول «تحقيقات صحفية في الأدب العراقي والعربي» الكثير من موضوعات النقد مثل «سبات النار في مدفأة الحصيري». 
وجاء الفصل الثاني «هموم الثقافة والأدب الكردي» بإحدى أبرز مقالاته في «أبعاد الصورة الشعرية في الأدب الكردي المعاصر»، يقول في بعضها: (أصبحت الصورة الشعرية في نتاجات شعراء كردستان المعاصرين ذات أبعاد فنية بارزة السمات، وخاصة في نتاجات فترة ما بعد الأربعينيات من القرن السابق بسبب تداخل الرؤى الرومانسيَّة بما فيها المرأة والطبيعة والكون المجهول مع عالم الرؤى الواقعية التي تخلقها عادة مظاهر الاضطهاد والفقر والاستغلال الطبقي والتمييز القومي، مقدمة بهذا التداخل عالماً حزيناً وجميلاً في الوقت ذاته بما يحفل به من صور شعريَّة باهرة وصفه البعض بعالم الرومانسيّة الثوريّة). 
أما الفصل الثالث «لمحات عن الأدب والثقافة الكردية» فكانت من موضوعاته «بيره ميرد الفيلسوف والشاعر الكردي» وجاء في بعضها: (إن الغالبية العظمى من النصوص الشعرية التي تركها بيره ميرد تتميز بحدوث أكثر من مأتم بكاء وحزن وأسى في دخيلة الشاعر خلال تلك الفترة المروعة من تاريخ شعبنا، إن دراسة «بيره ميرد» لا تكون كاملة من دون دراسة واقع المجتمع الكردي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ودرز كل ذلك بالوضع العام للمنطقة، والسمات الجديدة للمجتمعات الأخرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لذا فإن الحديث عنه لن يكسب وجها أو سحنة كاملة
التقاطيع). 
وركز الفصل الرابع «قراءات في الأدب العالمي» على أهم ما ورد من قصائد شعرية للراحل، منها (أغني العاشق الأسير، نعاس في سماء كردستان، العودة إلى جبل البكاء). فضلاً عن ملحق للصور والوثائق المرافقة لجميع
الكتابات.