أجراس الكنائس تقرع مجدداً في الأعياد

ريبورتاج 2022/12/28
...

 شروق ماهر 

وحدت أعياد ميلاد السيد المسيح (ع) جميع الكنائس في عموم سهل نينوى ومدينة الموصل ودقت أجراس الكنائس، وهي تحمل دعوات مسيحية من السكان للمطالبة بعودة جميع المسيحيين المهجرين بعد استتباب الأمن وعودة أكثر من 3 آلاف أسرة مسيحية نازحة إلى موطنها الأصلي نينوى في تهجير قسري من قبل داعش من مجموع 5 آلاف أسرة مسيحية نازحة إلى خارج نينوى والعراق أيضاً.

صلوات ومطالبات

السيدة أسيل مدحت (44 عاماً) طالبت خلال إقامة صلوات العيد في كنيسة مار افرام باقي الأسر المسيحية بالعودة إلى أرض الوطن وإلى موطنها الأصلي الذي هو الدار الآمنة والمأوى الأخير لهم. 

وبينت مدحت أن أعداداً كبيرة من الأسر المسيحية النازحة عادت إلى أرض سهل نينوى من مجموع آلاف الأسر النازحة على خلفية استتباب الأمن في مدينة الموصل وسهل نينوى وتحديد قضاء الحمدانية وبرطلة وقضاء تلكيف والقوش وقرقوش وقصبة كرمليس. 


شراكة في السلام

واحتفل الآلاف من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيدة إلى جانب رجال الدين المسلمين الذين شاركوهم احتفالاتهم في أجواء المحبة والسلام والاستقرار في سهل نينوى ومدينة الموصل. 

وتزامنت عشية أعياد ميلاد المسيح(ع) مع عودة عشرات الأسر المسيحية النازحة من إقليم كردستان إلى مدينة الموصل تحت حماية أمنية مشددة، واحتفلت بدخولها إلى منازلها في أحياء الموصل، ومنها الإخاء، والنور، والعربي، والبكر لزجهم مع الأسر الموصلية مجدداً في أجواء يملأها الاستقرار والفرح والبهجة بهذا العيد. 


لذة

ويرى الشاب لؤي فرنسيس (22 عاماً)  في تصريح لـ (الصباح) أن جمال طقوس أعياد الميلاد ورأس السنة هو في سهل نينوى ومدينة الموصل حيث لا لذة مطلقة باحتفالات أعياد ميلاد المسيح بعيداً عن أجواء الغابات الجميلة وشلال مياه دجلة والقرى السياحية التي توحد احتفالات أعياد الميلاد، بعد غياب طويل عن مدينة الموصل. 


تراتيل

هنا في هذا الحمام يشارك المسلمون المسيحيين أفراحهم بأعياد الميلاد في الموصل.

جوق موسيقي جاء ليتلو ألحان وأنغام السلام في مدينتهم، لوحة التعايش هذه رسمت على المسرح بعد التحرير، يعبر الموصليون عن رسالة التعايش التي حاولت عصابات داعش تمزيقها لكنها عادت لتفتح وتقرأ من جديد بعودة المسيحيين بين أهلهم. 


موطن القوميات

تقول السيدة فاطمة محمود، إننا جئنا اليوم لنشارك بأعياد إخواننا وأخواتنا المسيحيات في الحمام المنقوش وذلك لترسيخ التعايش والسلام، وإن لا فرق بين مسيحي ومسلم في هذا العيد الذي يجمع ما بين جميع القوميات والطوائف، فاليوم احتفل المسيحي والمسلم والايزيدي والصابئي لينقلوا للعالم أجمع أن نينوى هي موطن الأقليات والطوائف، موطن السلام والتآخي. 


رسائل إنسانيَّة

كذلك هو الحال في سهل نينوى عبر الأب رائد لويس بأنه، اليوم دقت أجراس الكنائس في عملية توحيدية لكل الكنائس في الساعة الثامنة صباحاً وتم الاتفاق على أن يكون التوحيد لنعلم الناس أجمع بأن المسيحيين هنا في أرض نينوى موطنهم الأصلي، أرض آبائنا وأجدادنا وأنه مهما حاول الأعداء وإرهاب داعش تهجير واخفاء أثر الطائفة المسيحية في عشرات المحاولات البائسة لم يتحقق مبتغاهم بسبب توحدنا في أرضنا العراق. 

وإن أول من قدم لمشاركتنا فرحة الأعياد هم رجال الدين المسلمون والإخوة المسلمون في نينوى والموصل، لنوصل رسالة إنسانية مفادها أنه حان الوقت لعودة ما تبقى من المسيحيين المهجرين إلى أرض العراق ولم شمل المسيحيين في أرض نينوى أرض السلام والمحبة. 


استجابة

سمية بطرس تقول لـ (الصباح): جاءت العودة بعد إقامة الأعراس والتراتيل الدينية المسيحية ومناشدات ونداءات رجال الدين بالعودة إلى مدينة الموصل بعد غياب دام أكثر من ثمانية 

أعوام. 

وتضيف بطرس أن "انطلاقنا كان ظهر يوم الجمعة مع 30 أسرة مسيحية جاءت من أربيل ودهوك وزاخو لنعود مجدداً إلى سهل نينوى أرضنا 

الأصلية.