علي موسى: الآثار كائنات حيّة من الممكن أن نعيد الحياة لها

ثقافة 2022/12/29
...

 حوار: نجلاء الخالدي


درس الكاتب والروائي علي موسى المولود في محافظة ذي قار علوم الكيمياء، إلا أن شغف الكتابة والولع بالأدب والفن لم يفارقاه، بل نضجا أكثر على مرِّ السنين، واستمرَّ في كتابة رواياته التي تُدخل قرّاءها في متاهة كبرى، حتى يصعب تخيّل النهايات التي يؤول إليها أبطالها. في رواياته “البيان الأخير” و“شاطئ الحداد”، وصولا إلى “ثلاث نسخ “ الصادرة عن منشورات “زين” في بيروت، كان علي موسى يحاول فتح ملفات الواقع ليسافر بها على جناح خياله.

* ما هو مضمون رواية ثلاث نسخ؟ حدثنا عن منجزك الجديد؟

ــ الآثار مواد متحجِّرة ميتة نستطيع أن نقرأ عمرها بواسطة أجهزة القياس المتطورة من حساب عمر النصف.. مع إضافات أخرى، وأنّها محل افتخار الأمم بتسجيل تاريخها وحضارتها، هذه القراءة التقليديّة.. لكن لي قراءة أخرى، وهي الثيمة الرئيسة في رواية «ثلاث نسخ»، إذ إن الآثار كائنات حيّة، من الممكن أن نعيد الحياة لها من جديد وهذا ما موجود في الرواية.وقد قامت الجهة (س) - وهذا ما أذكره في الرواية - بإعادة الحياة لعيّنات من الآثار، لكنها لم تحصل على نتائج مقبولة منها مع أنّها نجحت بإعادة الحياة، فجاءت لآثار أور لتعيد الحياة إليها بتجربة أخرى، وهو عمل مصيري لها للسيطرة الكليّة وخوفا من تهديد متوقع يتحدث عنه الآخرون.

وهذا ما تحتاجه في برنامجها المصيري، والتي تريد من خلاله أن تسبق العالم، وتحكم قبضتها من خلال هذا المتغير الجديد بآليّة حديثة. هذا هو العمود الفقري لرواية (ثلاث نسخ)، ومنها ذهبت بخطوط عموديّة وأفقية للواقع العربي وخاصة العراقي.. وامتداداته إرسالا واستقبالا للحضارات الأخرى، وخاصة المتطورة منها، بمتن حكائي واقعي، وبصناعة أدبية، سردا ووصفا وحوارا بنوعيه.

* إلى ماذا يشير عنوان الرواية؟

- الجهة “س” جرّبت حظوظها مع النسخة الأولى ونجحت، لكن لم تحصل على أرقام معتبرة تحقق من خلالها برنامجها، بل هي فشلت في الوصول إلى غاياتها، النسخة الثانية وهي محل بناء الرواية بشكل رئيسي والمساحة الأكبر من الرواية، أما الثالثة فاكتفيت بالإشارة لها علما أن القارئ سيتعرّف عليها بسهولة، وانا هنا لا أريد أن أذكر ما هي هذه النسخ ومن هي جهة “س” وما هي الآليّة لإرجاع الحياة، فانا أريد معرفة هذا من

القراءة؟

* الكتابة تتطلب هدوءاً وصفاءَ ذهن. كيف تكتب وأنت تعيش مع هذا الصخب الذي يُحيط بكل فرد يعيش في بلد تعصفه الأحداث كل يوم؟

ــ نظريتي في الحياة ألا أنتظر فرصة للكتابة أو مساحة الوقت الكافية، بل أراني أنا الذي يخلق الفرص ومساحات الزمن الملائمة، ببرمجة وجدولة حياتي اليوميّة أو السنويّة، ثمّ أنّني لا أضمن أن يكون يوم غد أكثر حظاً من اليوم الحالي في الحصول على فرصة جيدة للكتابة، أضف إلى أن الأفكار التي بين يدي هذا اليوم، من الصعب أن تتكرر ليوم غد، لكن حين أقوم بتثبيتها، فمن الممكن أن أقوم في زمن لاحق بتطويرها أو تحديثها أو تصحيحها..

فضلاً عما ذكرت أن وقتي مزدحم بالمفردات، أولها العمل الوظيفي، حيث أعمل حاليَّاً مشرفاً اختصاصيَّاً تربويَّاً في المديرية العامة للتربية في محافظة ذي قار. بحيث أن كثافة العمل والمتابعة والأداء تصل في مفردة الزمن إلى حد الاختناقات.. فأراني أذهب إلى استقطاع أزمنة من وقت راحتي ونومي، وأصنع رغم بعض الظروف القاهرة زمنا ملائما للقراءة والكتابة. بعد أن أضيف إليها قناعتي وتقبّلي في استحقاقي من الحياة من حيث الزمن ومن حيث المكان، بل وحتى الظروف الأخرى المؤثرة، والتي تأتي أحيانا عوامل مساعدة إيجابيَّة وأخرى سلبيَّة. وكانت النتائج بما صدر وما هو مخطوط.

* كم هي نسبة الواقع فيما تكتب، بصراحة أنت تكتب عن الواقع أم تحاول أن تنفصل عنه في بعض الأحيان؟

ــ غالبية رواياتي أو ربما كلّها من الواقع مكانا وزمانا، لكن أحيانا استبدلها ببدائل، لأسباب وكما ذكرت سابقا.. ثمّ أكمل الطبخة بخيال بعد أن أضيف إليها نكهة إضافية.. على ألا تهتك النكهة الواقعيَّة أو يهجنها.. هذا رأيي، وربما القارئ أو الناقد له رأي آخر.

* ما هي الكتب التي وجدت أنها تستحق القراءة؟

- أهمل ما هو مكرر أو مستهلك، أو لا فائدة منه، وأقرأ غير ذلك، وخاصة الكتب الروائيَّة.. وأحبذ مثل ما أنا أكتب من يهتم بالمتن الحكائي واللغة (صناعة الجملة) كثيرا في الروايات.. أتذكر ما قرأت للروائي الافغاني خالد الحسيني، فضلاً عن روايات محلية.

* أي من رواياتك تصلح أن تكون فيلما سينمائيا؟

- لم أشرع بالرواية إلّا بعد أن أكتبها بشكل سيناريو مختصرة، وأحيانا سيناريو كاملة، وأنا أعتني بالمتن الحكائي كثيرا وقد قرأت السيناريو وآليّة كتابتها وبأكثر من طريقة، ولي نماذج لأفلام ومسلسلات مخطوطة عملتها من رواياتي حصرًا..

* أين تضع الروائي العراقي على خارطة الرواية العربيَّة؟

- يحتل رقماً متقدماً، ولوناً مميزاً رغم إهمال الدولة للروائي

العراقي.