ميسي وجيفارا وثالثهم راعي الغنم

آراء 2023/01/04
...

 محمد شريف أبو ميسم   


مارس تشي جيفارا المناضل الارجنتيني، الذي أضحى أيقونة الشباب التقدمي في جميع بقاع العالم، مارس لعبة كرة القدم كما هو شأن أبناء وطنه الارجنتين، بوصفها رياضة جماعية تحفز رغبة المنافسة والمتعة والعمل الجماعي، ولكنه وبسبب إصابته بالربو. كان يجد مركز حراسة المرمى الأنسب له، وكان أيضا من رياضيي ألعاب القوى ويقال انه سجل مترين و80 سنتمتراً في رياضة القفز بالزانة، كما مارس لعبة الشطرنج بدواعي المتعة والتحفيز الذهني وتطوير المهارات، وتفوق بها ودعا مختلف شرائح المجتمع لممارستها.

ويقول رفيقه قائد الثورة الكوبية فيديل كاستروا إنه لعب الشطرنج معه لمرات عديدة، ولكن الأفضلية كانت لجيفارا. 

وخلال احتفالات الشعب الأرجنتيني بكأس العالم رفعت صورة جيفارا بجوار صور ميسي ومارادونا، اللذان استطاعا أن يجلبا كأس العالم بلعبة كرة القدم إلى الأرجنتين، إلا أن تشي المؤمن بالدولة الاشتراكية وبحكم الطبقة العاملة، والذي كان يطالب بالعدالة الاجتماعية وتحرير الإنسان من عبودية العمل وتوزيع عادل للفرص والوقوف بوجه البرجوازية والامبريالية العالمية، لم يكن معنيا بكرة القدم أكثر من كونها رياضة يمارسها الجميع، وكان يشكل خطرا بأفكاره ودعواته على الرأسمالية العالمية، بدليل أنه قتل في نهاية المطاف على يد المخابرات الأميركية بمساعدة القوات البوليفية بوشاية من راعي أغنام، قال انه: كان يزعج أغنامي وهو يقود ثوار بوليفيا ضد الحكم 

الدكتاتوري.

نعم كان جيفارا يحارب الرأسمالية ويدافع عن شغيلة اليد ومنهم راعي الغنم، إلا أنه لم يأتِ بكأس ولا برشفة فوز رياضية، ومات مفلسا وهو الطبيب والوزير والمنظر والكاتب، وليس له صلة بمزادات من يجيدون تسديد الكرة والمراوغة بها وتسجيل الأهداف، ولا بمن يبلغ دخله السنوي 130 مليون دولار ومجموع ثروته تتجاوز 620 مليون دولار، 

في وقت يعاني فيه الشعب الارجنتيني من فقر متقع (اذ تشير أحدث التقارير في نهاية هذا العام إلى ارتفاع مستوى التضخم إلى نحو 100 بالمئة وارتفاع نسبة الفقر إلى 40 بالمئة بين أفراد الشعب 

الارجنتيني).

بمعنى أن 40 بالمئة من المحتفلين عادوا إلى مساكنهم الفقيرة تحرسهم آلهه الطعام، وتحف بأحلام أطفالهم أمنيات الملاعب والوصول إلى ما وصله ميسي، والأمهات يعشن خيال ما تعيشه زوجة ميسي، بينما يعيد الآباء قصص جيفارا، الذي ساهم في صناعة الثورة الكوبية، ورفض متعة المناصب وجاب العالم 

كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية، ثم اعتنق التحريض على الثورات في أفريقيا وآخرها عودته إلى أميركا اللاتينية وانضمامه إلى ثوار بوليفيا، حتى تم إلقاء القبض عليه بوشاية من راعي غنم، وعلى الأرحج فإن هؤلاء من كانوا يرفعون صورة 

تشي.