العراق من الإقصاء إلى الوساطة

آراء 2023/01/07
...

 علي الخفاجي


منذ عقدين من الزمن والبلد يسعى جاهداً إلى أن يحسن من صورته المعتمة القديمة، التي وبفعل الحماقات السابقة أمسى يمر بعزلة دولية، ألحقت ضرراً كبيراً به على المستويات الإقتصادية والسياسية وما آلت إليه تلك العزلة والإقصاء وما ولدته من حصار اقتصادي خانق إستمر لفترة طويلة أنهك البلاد والعباد، واستمر الوضع على ما هو عليه إلى، أن سقط النظام ونتيجة للظروف المأساوية التي عاشها البلد جراء الحرب الطائفية وما خلفتها من إرهاصات عميقة في الداخل العراقي، ونتيجة لذلك انعكس هذا الوضع على محيط العراق الخارجي، وتعدى تلك الدول وأصبح على مستوى عالمي، حيث إن كثيراً من الدول كانت مترددة في الدخول بعلاقات مع العراق، جراء السياسات التي كانت تعتقدها تلك الدول 

خاطئة.

سعت الحكومات المتعاقبة إلى بث رسائل الإطمئنان إلى الدول كافة، وخصوصاً المجاورة، منها من فشلت فشلاً ذريعاً في إقناع تلك الدول على أن العراق أصبح دولة يسعى لتوطيد العلاقات، ومنها نجحت من خلال المؤتمرات والقمم العربية من خلال سعيها لإعادة صياغة الدور المحوري للعراق، لتؤدي دور اللاعب الاقليمي والتركيز على السياسات الخارجية، حيث يؤدي ذلك إلى استقرار البلد وعلى الجميع احترام ارادته.

خلال السنوات القليلة الماضية نجحت الدبلوماسية العراقية في خروج العراق من دور البلد الساعي، لتحسين صورته أمام المحافل الدولية إلى دور الوسيط القادر على حلحلة المشكلات والمعوقات بين الدول، حيث سبق وإن احتضن العراق جولات من المفاوضات بين إيران والسعودية، وان كانت تلك المفاوضات غير معلنة، لكنها وبكل الأحوال اعتراف واضح لتلك الدول بدور العراق الإقليمي الرامي لتعزيز الأواصر والسعي لإجراء الحوار بين الدول، التي تسعى لذلك، ونتيجة للعلاقات المتوازنة والتي دائماً ما تسعى إليها باتت الدبلوماسية العراقية تقترح المفاوضات والوساطات الدولية، وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن هنالك مباحثات بين مصر وإيران، على أن يكون العراق وسيطاً، وسيتخذ إجراءاته خلال الأسابيع القادمة بعد إن كانت العلاقة بين الطرفين يشوبها الجمود.

اليوم أصبحت الدول تقاس بعمق العلاقات الدبلوماسية وكيفية المحافظة على العلاقات المتوازنة بين الدول، لا أن تعمل وفق المواقف المسبقة، ونتيجة للمؤتمرات السابقة التي احتضنها العراق، أمسى من الضروري أن تعمل الحكومة الحالية على توطيد العلاقات على جميع المستويات مع الدول، التي تسعى لإقامة أفضل العلاقات معه من خلال فتح أبواب الإستثمارات على مصراعيها دون شروط مسبقة وعراقيل تحدد عملها، خصوصاً إذا ما علمنا بأن الدعم اللا محدود للعراق حكومة وشعباً بدا واضحاً من خلال اللقاءات والمباحثات، التي تجري في بغداد على أعلى المستويات، وكما عليها السعي لتطوير أواصر هذه العلاقات من خلال التعاون المشترك في جميع 

المجالات.