الواقعيَّة والانطباعيَّة في أعمال عبد الحسين الخفاجي

ثقافة 2023/01/08
...

 زهير الجبوري 


يصرّ الفنان التشكيلي عبدالحسين الخفاجي في الاشتغال على موضوعة الأسلوب الواقعي والانطباعي، مؤكدا  ممارسته المتواصلة في رسم اللّوحات التي تحمل تفاصيل الواقع بكل خيوطه ودقائقه ودلالاته المكانية، وهي ميزة ربما تحسب له باعتبار أن كل فنان تشكيلي لا بدَّ له من دخول عالم الفن التشكيلي من خلال هذه الموضوعة، لما يحمله من تفاصيل أساسية في عالم الرسم، وقد أسهم في العديد من المعارض في مدينته الحلة ومناطق أخرى في البلاد. ومع اصراره هذا نلمس التقاطاته الدقيقة المستوحاة من الواقع هي واضحة وبارزة، حيث الأزقة القديمة، والمقاهي، والشناشيل، والأطفال الذين يلعبون في أحياء الأزقة، شكّلت ثيمة أساسية عنده، فضلاً عن المناظر الطبيعية التي ركز عليها أيضا عمل على تشكيل فضاءات متناسقة في ذلك، فهو من الفنانين الذين ينظرون إلى الفن من خلال الواقع وما يحتويه من جغرافية مرسومة. وفي حديث معه حول التنوع في الأساليب الحديثة، أجابني باختصار (الأساليب الحديثة مدارس لها أبعادها الفلسفية والفكرية والجمالية، أما الموضوعات الواقعية فهي ملامسة للمحيط الذي نعيشه ونستنشق هواءه ونشعر بشحناته، من هذا الشعور أجدني أرسم لوحاتي، لكن هذا لا يمنع أن أدخل عالم الرسم الحديث، وفي الخطوة القادمة سأشتغل على 

ذلك).

التشكيلي عبد الحسين الخفاجي، يلاحق المناظر الطبيعية من خلال زياراته لمناطق الريف العراقي، أو مناظر المناطق التي يسافر بها خارج بلده، حيث البحار والسفن والأشرعة، وبعض الشخصيات الغربية، شكلت عنده مشروعا متواصلا مستمراً، فكانت عنده مجموعة كبيرة من الأعمال التي يستعد لإقامة معرض شخصي يضم جميعها، وهذا الولع في الأستمرار على هذا الأسلوب إنما يعبر عن ثقافته مع المكان في أية رقعة يحطّ بها، ربما لأنه يمازج بين عمله المهني (كونه مهندسا)، يخلق من خلاله أعمالا لها روح مكانية، حتى الشخوص الذين رسمهم بطريقة (البورتريت) ثمّة ملامح مكانية واضحة في الشكل، كالفتاة التي تقف خلف الشباك، أو اللوحة التي تظهر فيها امرأة تعمل في المطبخ، وغيرها من اللوحات التي تعبر عن هذه الطريقة..

ومن صميم تجربة الفنان الخفاجي، أثارتني أعماله التخطيطية، على الرغم من إلحاحه على الأشكال الادمية ورسم بعض الشخصيات الأدبية والفنية المعروفة، إلاّ أن بعض اشتغالاته ملفتة للنظر من خلال ضرباته لثيمات الوجه الآدمي، والأشكال الهندسية الأخرى كالأبواب والشبابيك والأشجار، قسم منها رسمت بأقلام الفحم لتعطي جمالية خاصة..

كما كانت طريقة في استخدام الألوان طريقة واضحة في الاشتغال على مادة الزيت بالدرجة الأساس، ولكن طريقته هذه لا تقبل المغامرة في الاشتغال على تداخل لوني معين، لأنه يعكس الأشكال العيانية التي لا تقبل المغامرة باللون، وهذا أمر بديهي جدا، لذا فإن جميع الألوان التي استخدمها كانت بصراحتها وبأبعادها المحسوبة..

ككل، الفنان عبدالحسين الخفاجي يستعد في قادم الأيام لإقامة معرض شخصي يقدم فيه موضوعاته الواقعية وبعض اللوحات الانطباعية، مع لوحات تخطيطية متنوعة، وهي ستكون اضافة جديدة لما قدمه في معارض مشتركة سابقة.