أخبار عن كربلاء

ثقافة 2023/01/08
...

في العدد المرقم 3116 من صحيفة العراق، والصادر بتاريخ 5 تموز 1930، نُشرت مجموعة أخبار عن كربلاء، بعنوان "أخبار كربلاء لمراسل جريدة العراق الخاص" جاء في الأخبار:

 

انتخابات البلدية

ذكرنا في رسالتنا السابقة بأن الهيئة التفتيشية أخذت تدقق الاعتراضات الموجهة من قبل الأشخاص الذيم لهم حق الانتخاب ولم تذكر أسماؤهم في اللوائح والتي ذكرت سهوًا. وقد علمنا بعدئذ بأنَّ الهيئة المذكورة انتهت من تدقيقاتها تلك الاعراضات وقررت رد بعض العرائض، فاستأنف أصحابها تلك القرارات إلى محكمة الحقوق (وفق القانون) وهي رهن التدقيق فيها. فعسى أن تبذل المحكمة المحترمة جهدها في إعطاء القرار النهائي حول هذه الاعتراضات بصورة مستعجلة وتصدر أوامرها بإجراء الانتخابات الذي مرَّ عليه ما يجاوز الأربعة أشهر بلا نتيجة. 

وبهذه المناسبة نذكر في ما يلي أسماء بعض المرشحين لرياسة البلدية الذين اتصلت اسماؤه بنا وهم: السيد عبد الرزاق نجل المرحوم السيد عبد الوهاب آل الوهاب رئيس البلدية السابق، والسيد عبد الحسين عضو مجلس الأعيان سابقًا، والسيد حسن آل السيد نصر الله، والسيد كاظم النقيب وكيل رئيس البلدية الحالي.


النظافة وما أدراك ما النظافة

لقد كثر في هذه الأيام الأخيرة اهمال النظافة في هذه المدينة المقدسة، وازدادت الأكداس من القاذورات والزبل المنتشرة في جوانب الطرقات والشوارع والأزقة – بالأخص في المدينة العتيقة – هذا فضلًا عن إهمال رش الشوارع وانتشار الغبار إلى العنان السماء، ما يجعل الزائر لهذه المدينة يظن بفقدان البلدية فيها، ونعتقد بأنَّ السبب الوحيد في هذه الأمور هو الفترة الحاصلة منذ أربعة أشهر في الاشتغال بالانتخابات الجديدة، لنصف أعضاء البلدية الذين سوف ينتحب منهم الرئيس الجديد، فنود أن تلاحظ الحكومة المحلية وعلى رأسها ذلك المصلح الغيور سعادة جلال بك بابان هذه الملاحظات بعين الرعاية وتصدر أوامرها بإنجاز الانتخابات وتعين لرياسة البلدية من اجتمعت فيه الصفات المؤهلة وكملت فيه المزايا العالية وحصل على ثقة الجمهور. 

ولربما سبب هذا التأخير تأثيرًا على الانتخابات الجديدة للمجلس الموقر. 


مضبطة شكر

رفع الأهالي – على اختلاف طبقاتهم – مضابط عديدة إلى المقامات العالية في بغداد ناطقة بالشكر والامتنان لسعادة المتصرف جلال بك بابان، ولوزارة المعارف الجليلة وذلك بمناسبة الاهتمام الذي بذله سعادته في التوسط لدى الوزارة المشار إليها في فتح صف ثانوي في كربلاء من رأس السنة الدراسية الجديدة ونجاح مساعيه وصدور قرار الوزارة المذكورة بذلك.


زيارة الأربعين

أخذت تتوارد على المدينة وفود الجهات القريبة والبعيد بمناسبة زيارة الأربعين – مرد الرأس – المصادف ليوم 20 صفر 1349 – 17 تموز 1930، تلك الزيارة التي يحتمع فيها ما يقارب الثلاثمئة ألف نسمة لأداء المراسيم الدينية المتبعة في هذه الزيارة، ولا يخفى ما يحدث في مثل هذا اليوم من كل سنة – وأظهره ما حدث في السنة الماضية – من الحوادث الكدرة لصفو الأمن الموجب لسلب راحة الزائرين، فنلفت نظر الحكومة إلى اتخاذ ما يلزم لمثل هذه الحوادث. 


طبيب البلدية

للبلدية في كربلاء مطب وصيدلية خاصان بها، لمعالجة الفقراء والمساكين واعطائهم الدواء مجانًا، وقد استخدمت البلدية في هذا المطب منذ أكثر من سنتين طبيبًا ماهرًا هو الدكتور "منير شيخ الأرض" وقد رجاني غير واحد ممن يراجعونه أن أظهر شكرهم وامتنانهم – على صفحات العراق الأعر – من طيب المعاملة وبشاشة الوجه وعذوبة الحديث والكلم التي يعامل بها هذا الطبيب مرضاه وعن اهتمامه بتدقيق المريض وتشخيص مرضه ووصف الدواء الناجع له، مع إجراء التسهيلات اللازمة للمرضى عند مراجعتهم الصيدلي وأخذهم الدواء حتى أنه يبقى مداومًا في محله الرسمي لعيادة المرضى إلى انقضاء الوقت، ولربما بقي حتى بعد العصر فنضم شكرنا لحضرته سائلين من المولى أن يوفقه لخدمة الجميع.. كما نرجو شمول عناية الحكومة والبلدية لأمثاله الغيورين.

 

بؤس الملاكين

ساءت حالة جميع الملاكين في كربلاء إلى درجة لا قبل لهم بها، وأن حالتهم مما يرثى لها وكل ذلك من جراء هبوط أسعار الحبوب وتكدسها في بيادها ومخازنهم وعدم وجود منفذ لتصريفها، وقد اشتدت في هذه الأيام وطأة الدائنين عليهم بحيث أخذ بعضهم في مراجعة المحكمة وحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة، مما أدى إلى تذمرهم الشديد من هذه الحالة السيئة، ومراجعتهم الحكومة الموقرة لاسترحامهم منها باصدار أمرها في تأجيل هذه الديون إلى تحسين الحالة. 

فالأمل وثيق بحكومتنا الشفيقة أن ترأف بحال هؤلاء وتخفف عنهم وطأة هؤلاء الدائنين المرابية الذين ملأوا أسواق العراق.