اللواء الدكتور عدي سمير الحساني
تنهضُ الدولُ وترتقي وتتقدمُ بجهود أبنائها وبما يقدمونه من نتاجات وإبداعات وطنيَّة تُميز بلدانهم عن غيرها من البلدان، وبطبيعة الحال فإنَّ ذلك العمل يكون بجهودٍ مشتركة بين فئات الشعب المختلفة.
ومن ضمن المفاهيم الأساسيَّة فإنَّ السياسات الوطنيَّة الداخليَّة والخارجيَّة ومنها (السياسيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة.....) لا تتحقق إلا باستقلال النهج السياسي للبلد وتمتعه باستقلاليَّة تامَّة تُمكنه من اتخاذ القرار الوطني الذي من شأنه أنْ يرتقي بالمفاهيم الوطنيَّة وأهمها السيادة الوطنيَّة، هذا المفهوم الذي غاب عن أغلب الدول وجعل منها منزوعة الإرادة في تحقيق أهدافها الوطنيَّة وأهمها الارتقاء بمستوى المسؤوليَّة.
واليوم ونحن نعيش أجواء أعياد الميلاد والخروج من سنة 2022 وما حملته من أفراحٍ وأحزانٍ والدخول بسنة 2023 هذه السنة التي جسدت في بدايتها اللُحمة الوطنيَّة بمشاركة الطيف الشعبي العراقي فرحة استقبال هذه السنة من دون موانع أو مفاهيم مُقيدة للحريات الشعبيَّة، بالعكس فقد وجدنا الحضور الميداني للسيد رئيس الوزراء والسيد وزير الداخليَّة وبعض أركان الحكومة من المحافظين وبالتالي هي رسالة واضحة أنها حكومة الشعب.
لذلك علينا أنْ ننظرَ الى الماضي ونستذكر بعض الأحداث التي مرَّت بالعراق، لا سيما السياسيَّة منها والأمنية، وحجم الويلات والآهات والمعاناة وقساوة ومرارة الظروف التي أحاطت بالمجتمع، فكان (للتفجيرات الإجرامية أياماً دامية، والإرهاب المتجدد بمسمياته المختلفة وأفعاله الوحشيَّة، والاغتيالات الجبانة ومأساتها، فضلاً عن الفتن التي استهدفت مكونات الشعب وما رافقها من فكرٍ متطرفٍ مزعزعٍ للتعايش السلمي المناطقي وصولاً الى احتلال العصابات الإرهابيَّة لبعض المناطق العراقيَّة وتهجير أهلها والمتاجرة بمقدراتهم من نهبٍ وسلبٍ وبيعٍ وسبي وقتل وتمثيلٍ وحشيٍ بهم) أثرٌ محبطٌ على أرض الواقع.
ولكنَّ كل ذلك لم يؤثر في الإرادة الشعبيَّة والوطنيَّة الجبارة، لا بل زاد من لُحمة وإصرار الشعب الذي هبَّ نساءً ورجالاً شيوخاً وشباباً للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.
فلم يدخروا جهداً أو مالاً وأجادوا بأنفسهم وأجسادهم الطاهرة دفاعاً عن العراق، وكلٌ من موقعه وإمكانياته مجاهدين عند الله في سبيل الوطن.
هذا التلاحم والاندفاع الوطني للمواطن البسيط ووقوفه جنباً الى جنب مع القوات الأمنيَّة والعسكريَّة لنيل الشهادة حباً وإيماناً بهذا البلد قد تجسد في تطهير أرضه من دنس ووحشيَّة هذه العصابات.
وإذ نقف إجلالاً لقطعاتنا العسكريَّة المتمثلة بالجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري، فلا يسعنا إلا أنْ نتقدم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الجيش هذه المؤسسة الجبارة التي أسهمت في إعادة هيبة العراق وسيادته أرضاً وبحراً وجواً وتقديم كوكبة من الشهداء والجرحى ليبقى العراق شامخاً مُزدهراً مُتألقاً ومنارةً استقطبت دول العالم أجمع وأصبح قبلة دينيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة وسياحيَّة ورياضيَّة يتسابقُ عليها الجميع وتتزاحم كبرى شركات الاستثمار لأنْ تكون ضمن الجهات العاملة على هذه الأرض المباركة.
بجهود الخيرين تكاملت السيادة الوطنية وبدماء الأبطال استقل القرار العراقي، فباسم الشعب نبارك لجيشنا البطل عيد تأسيسه الـ (102) سائلين المولى القدير أنْ يحفظ العراق أرضاً وشعباً.