جويس كارول أوتس تتحدث عن الإعداد السينمائي لروايتها «شقراء»

ثقافة 2023/01/10
...

  ترجمة: نجاح الجبيلي

خطرت للكاتبة جويس كارول أوتس فكرة روايتها «شقراء» لأول مرة بعد أن صادفت صورة تعود لعام 1941 للفتاة «نورما جين بيكر» البالغة من العمر 15 عاماً وهي تأخذ وضعيتها كونها فائزة في مسابقة جمال في كاليفورنيا. كتبت إيلين شوالتر في مقدمتها لطبعة الذكرى العشرين للرواية «تعاطفت أوتس مع براءة نورما جين». من السهل فهم السبب. في عام 1946، بعد سنوات قليلة فقط من التقاط تلك الصورة، كانت تلك الشابة نفسها توقع عقداً مع شركة فوكس القرن العشرين» وتحمل اسمها الفني الذي سيحدد مسار حياتها، ووفاتها بشكل مأساوي: مارلين مونرو.

لكنَّ رواية «شقراء» ليست سيرة ذاتية لممثلة هوليوود الشهيرة. بل إنّ أوتس تنشئ على مدى 800 صفحة  قصّة ملحميَّة حول الشخصيات العامة والخاصة، مستكشفة كيف أن امرأة أرادت ببساطة أن تؤخذ على محمل الجد كممثلة ثم جرى تحويلها إلى سلعة مرغوب فيها من قبل صناعة جشعة.

قالت أوتس لموقع «تودوم» التابع لمنصة نتفلكس: أميّز دائماً بين «نورما جين» و»مارلين مونرو»، فالأولى هي الشخصية، والثانية هي الأداء. لم أكن أبداً مهتمة كثيراً بالجانب المشهور لمونرو، بل بالجانب الشخصي والداخلي من كيانها.

يسير فيلم المخرج أندرو دومينيك المقتبس عن الرواية، والذي عُرِضَ لأول مرة على منصة «نتفلكس» في 28 أيلول 2022، على تلك الخطى الخياليّة. وهو من بطولة آنا دي أرماس صاحبة الأداء المذهل كما تصفها أوتس، وتسلط رواية «شقراء» على وجه التحديد الضوء على الانقسام بين نورما جين وشخصيتها في هوليوود. الأولى شابة ضعيفة تتوق إلى الحب والأمان والاحترام. والثانية هي المخلوق الذي يدفع الجمهور مقابل رؤيته. قال المخرج دومينيك: «إنّه فيلم أحلام عن مارلين مونرو. الأمر يتعلق بالصورة بقدر ما يتعلق بالشخصية».

منحت أوتس الفيلم مباركتها، على الرغم من أنّها أكدت أنّ نسخة فيلم دومينيك تقف بمفردها. قبل ذلك، تأمل الكاتبة، التي تستكشف روايتها الأخيرة «جليسة الأطفال» أيضاً رحلة امرأة تتصارع مع أحلام من نوع آخر في الحياة، أن تعكس الأسطورة التي لا يمكننا الإقلاع عنها وما تعتقده عن أداء الممثلة آنا دي أرماس.

* كيف عرض أندرو دومينيك لك نسخته المعدة للسينما؟ ما الذي أقنعك بأنّه الشخص المناسب وصاحب الرؤية الصحيحة للمشروع؟

- أرسل لي أندرو اقتباسه الرائع للرواية، والذي قرأته بإعجاب كبير. لقد اختار من رواية مؤلفة من 800 صفحة القصّة الدقيقة لإعداد فيلم روائي طويل، مع التركيز على العلاقة بين نورما جين بيكرو شخصيتها الأدائيّة، مارلين مونرو.

* كيف تصفين أداء الممثلة آنا دي أرماس؟ كيف تتلاءم (أو تختلف عن) ما تخيلتِه أصلاً للشخصية؟

- أداء أرماس مذهل. إنّها تجسد جوهر مارلين مونرو، البراءة، والجمال، والرقة، والحزن العميق.

* هل هناك عنصر في هذه القصة ربما لم يستوعبه الناس عندما ظهرت الرواية لأول مرة ونحن على استعداد لمواجهته الآن في الفيلم؟

- من الواضح أن مارلين مونرو، مثل أي «نجمة» أخرى في عصرها، تعرضت للاعتداء بلا هوادة من قبل منتجي الأفلام الذكور، ومديري الاستوديوهات، والوكلاء و المصورين. ما كان سراً مكشوفاً في الماضي تحول إلى ما يعادله في الوقت الحاضر عندما حاصرت شبكة من الداعمين والمدافعين الحيوانات المفترسة من المنتجين [المرتكبين للاعتداء الجنسي] مثل هارفي وينشتاين وجيفري إبستين وعدد لا يحصى من الآخرين مثلهم.

* ما هو دور مارلين مونرو المفضل لديكِ؟

- «نياجرا» هو فيلم مونرو المفضل لدي، يليه «البعض يفضلها ساخنة» Some Like It Hot. لقد لمعت مونرو في كلا الدورين المختلفين للغاية.

* لماذا تعتقدين أننا ما زلنا مفتونين جداً بصورة مارلين بعد 60 عاماً من وفاتها؟ كيف تؤمنين أن الاهتمام ما زال يؤثر على الصورة التي نحملها عنها؟

- في رقتها وضعفها فضلا عن تألقها الاستثنائي، تجسد مونرو الجانب المحجوب من المشاهير، إذ من المحتمل أن ينتظر الطفل الجريح، على أمل أن يكون محبوباً. المؤدي المثالي هو الشخص الذي يحتاج إلى تملق الجمهور.

*هل هناك طريقة صحية لنكون من محبي مارلين مونرو؟ هل يمكن أن نكون مهتمين بها من دون استغلالها؟

- من الصعب أن نهتم في عام 2022 بكيفية التعامل مع مارلين مونرو. لقد أصبحت أيقونة أميركية راسخة. وهي منفصلة الآن حتى عن تاريخها، مثل شخصية في الأساطير.

* ما هي الأصداء التي تأملين أن يحدثها الفيلم بين المشاهدين؟

- لم أفكر في ذلك. لكني آمل أن يجذب الفيلم انتباهاً محترماً إلى المخرج الرائع أندرو دومينيك وإلى الممثلة آنا دي أرماس في أدائها المذهل. بالنسبة لي، الفيلم هو شكل فني خاص، وقد يكون مرتبطاً بشكل عرضي بمادته الأصلية؛ إنه وسط المخرج ومحيطه.