صباح محسن كاظم
بحضور خليجي كبير غاب عن بلاد ما بين النهرين من43 عاماً تتحقق البهجة العارمة يوم 6 كانون بعيد تأسيس جيشنا العراقي المُظفر، لتزدان شوارع البصرة بلافتات الترحيب، ويحتضن كورنيش شط العرب بلهفة هذا الحضور البهيّ من دول الخليج العربي، ليرسم البهجة والمسرة والسعادة على الوجوه البصرية والعراقية، التي طفحت بالبشرى بعد هذا الإنقطاع، الذي يؤلم القلوب بين الأشقاء.
وطن الحضارات وطن العلم والشعر والأدب والفن والرياضة نجح بتقديم الكرنفال الافتتاحي الأبهى والأجمل باستعراض حضارات العراق المتعاقبة من السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والإسلامية، العلم العراقي ينتصف بالملعب بيد من دافع عن وطنه الجريح البطل علاء العيداني، لوّح فنيّ مع حُسن التنظيم والكرم البصري الإسطوري لمدينة الجاحظ والفراهيدي والسياب وقائمة الإبداع، الذي بعدد نخيلها يرغم العالم بالنطق بالحقيقة حتى ماكتبه بتويتر بتصريح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا جياني إنفانتينو بالقول: (أنا سعيد جداً لأن كرة القدم التنافسية عادت أخيراً إلى العراق، بلد حقيقي محب لكرة القدم، وأكثر من ذلك مع هذه البطولة المرموقة.
كرة القدم هي السعادة وهي تعطي الأمل للكثير من الناس وفي هذه الحالة لدولة بأكملها.
الملعب الكامل والأجواء الرائعة في البصرة الليلة، شهادة على ذلك أهنئ العراق واتحاد الكرة العراقية واتحاد الخليج العربي لكرة القدم على حسن الترحيب وكل الجهود التنظيمية)، ويستمر بالثناء على حُسن التنظيم وبهاء الإعداد وجمال الأجواء، كذلك شهادات من رؤساء الاتحادات العربية الحضور والشخصيات السياسية والرياضية.
لقد غادر الفرح وطننا بزمن الحروب والعنف، فأعادت البصرة البهجة لقلوب العراقيين.
إدامة هذا الوهج دون إنطفاء يتطلب المضي بالإعمار للبصرة الفيحاء وللجنوب بشكل عام، لقد حقق شمال العراق قفزات بالتطور العمراني وبالبنى التحتية من حصوله بعد الانتفاضة الشعبانية بالمنطقة الآمنة.
بينما بقيت البصرة تئنُ من تركات الحروب من أمراض السرطان بسبب المخلفات من الإسلحة المحطمة والإهمال المقصود من إنتفاضة شعبان لحين فجر الحرية.
المرتجى والمؤمل من رئيس الحكومة المهندس محمد شياع السوداني وكابينته الوزارية الرعاية الخاصة لمدينة النفط وميناء العراق المطل على الخليج العربي، للاستثمار الصناعي والتجاري والزراعي والسياحي، وبالتالي تحقيق دعم للميزانية العامة من خلال تنويع الإيرادت وعدم الاكتفاء بالاقتصاد النفطي الريعي، الذي خاضع للتقلبات بالسوق العالمية تبعاً للظروف وعوامل العرض والطلب والأزمات الدولية.. التصفيق ليوم واحد لم يكفِ، بل تعميم النجاح على المدن لنرفع الشعار (الإعمار والنجاح)، كما تحقق للبصرة ليطبق بمدن أخرى كالنجف وكربلاء وبابل والناصرية، لتحقيق الاستثمار بالسياحة الدينية والآثارية، وبالتالي تحقيق الرفاهية الاجتماعية.. بعد عقدين من الاحباط ساهمت حكومة السوداني ووزارة الشباب واتحاد كرة القدم ممثلاً بالكابتن عدنان درجال ومحافظ البصرة، تحية لكل فنانة وفنان وفلاح وعامل وجندي ومشجع عكس صورة العراق الحضارية بهذا الكرنفال المبهج.